كيف يضيق دونالد ترامب الخناق على فلاديمير بوتين؟

أحمد رباص ـ تنوير
عقوبات على النفط الروسي، صفقات مع الهند والصين، ضغوط على المجر… بكل هذه الإجراءات يسعى الرئيس الأميركي إلى خنق الاقتصاد الروسي وعزل الكرملين للضغط عليه للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا.
اختتم دونالد ترامب زيارته لليابان بزيارة كوريا الجنوبية لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ. وسيلتقي يوم غد الخميس بالرئيس الصيني شي جين بينغ لأول مرة منذ بدء ولايته الثانية. ويأمل الرجلان في إبرام اتفاقية تجارية تُلغي تماما خطر الرسوم الجمركية الأمريكية. ويأمل الرئيس الأمريكي، من جانبه، في إقناع نظيره بالضغط على فلاديمير بوتين للتفاوض على تسوية للحرب في أوكرانيا.
استغرق صبر دونالد ترامب وقتا طويلا حتى بدأ ينفد. راعه ما تتكبده أوكرانيا من خسائر كبير.ة لكن بعد تسعة أشهر من المصالحة، قرر البيت الأبيض عدم التساهل مع موسكو، مستاءً من تصلبها تجاه الحرب في أوكرانيا، واضعا قطاع الطاقة الروسي نصب عينيه.
شكّل فشل التحضيرات لقمة بودابست نقطة تحول في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه روسيا. فبالإضافة إلى إلغاء لقاء ترامب وبوتين، قررت الإدارة أن الوقت قد حان لفرض أولى عقوباتها على صناعة النفط الروسية.
لأول مرة منذ توليه منصبه، نفّذ دونالد ترامب، المنزعج من رفض فلاديمير بوتين التفاوض مع أوكرانيا، تهديداته ضد موسكو. بتطبيق عقوبات غير مسبوقة على قطاع النفط الروسي، يُغيّر الرئيس الأمريكي استراتيجيته ويحاول فرض “السلام بالقوة”.
بعد عشرة أشهر من المماطلة، يضرب دونالد ترامب أخيرا الطاولة بقبضته. في مواجهة رفض فلاديمير بوتين الجلوس جديا على طاولة المفاوضات والتفكير في وقف إطلاق النار في أوكرانيا، فرضت واشنطن عقوبات إضافية على موسكو لأول مرة منذ يناير.
تستهدف العقوبات مجموعتي النفط الروسيتين روسنفت ولوك أويل، “أكبر شركتي نفط تموّلان آلة حرب الكرملين”، وفقا لوزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي ندد برئيس روسي “غير صريح ولا نزيه” وغير راغب في وقف “هذه الحرب العبثية”. وتستحوذ هاتان المجموعتان على ما يقرب من نصف صادرات النفط الروسية.
وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استيائه ووصف العقوبات بأنها “ضخمة” معربا عن أمله في ألا تستمر طويلا.
من جهته، قال أولريش بونات، المحلل الجيوسياسي والباحث المشارك في مركز أبحاث يورو كرياتيف، في اتصال مع قناة (BFMTV): “نشعر أن ترامب فرض على مضض عقوبات على روسيا”. وقد لوّح الرئيس الأمريكي بتهديد العقوبات في الأشهر الأخيرة، مُدليا بتصريحات رنانة، دون أن يُقدم على أي خطوة فعلية.
كان ترامب يأمل في جلب بوتين إلى طاولة المفاوضات. ولتحقيق ذلك، وعد بالكثير وقدم تنازلات لفظية مسبقة: مزيج من الإيجابية النفسية، والسلوك الاستعراضي، والتفاؤل المسيطر. لكن بوتين عنيد؛ يريد كل شيء وأكثر، كما أوضح جان سيلفستر مونغرينييه، الباحث في المعهد الفرنسي للجغرافيا السياسية، لنفس القناة . في النهاية، وجد الرئيس الأمريكي نفسه في موقف حرج.
تشمل العقوبات التي فرضتها واشنطن تجميد جميع أصول شركتي روسنفت ولوك أويل في الولايات المتحدة وحظر على جميع الشركات الأميركية التعامل مع شركتي النفط الروسيتين العملاقتين.
وصرح آرن لومان راسموسن، المحلل في شركة غلوبال ريسك مانجمنت، لوكالة فرانس برس، بأن هذه “المرة الأولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة صادرات النفط الخام الروسية بشكل مباشر”. وكانت عقوبات مجموعة السبع السابقة قد حددت سعرا لشراء موسكو للبرميل الواحد، لكنها لم تُخفّض حجم الصادرات.




