اخبار دولية

بعد الصدمة الكبيرة عند العسكر محادثات وزير الخارجية أحمد عطاف مع “البوليساريو” حول مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

الحنبلي عزيز

الجزائر – استقبل وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطّاف، بعد ظهر اليوم، ”وزير الخارجية والشؤون الإفريقي” بجبهة “البوليساريو” محمد يسلم بيسط، . وخصص اللقاء، وفق ما أفادت به مصادر دبلوماسية، لتبادل وجهات النظر حول تطورات ملف الصحراء المغربية، مع تركيز خاص على تقييم نتائج المناقشات التي شهدها مجلس الأمن خلال شهر أكتوبر الماضي حول مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

انصبت المباحثات على قراءة مشتركة لمدى انعكاس مداولات مجلس الأمن على مسار التسوية السياسية، ولا سيما حول مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية و دينامية المسار الأممي الذي يقوده المبعوث الشخصي للأمين العام. كما تطرّق الطرفان إلى سبل الحفاظ على زخم النقاش الدولي بما يضمن—وفق تصوّرهما—توفير مناخ ملائم لاستئناف العملية السياسية على أساس قرارات الشرعية الدولية.

وشدد الجانبان على أهمية العمل الدبلوماسي المتواصل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، بما في ذلك الدول الأعضاء في مجلس الأمن، من أجل الدفع باتجاه حلول “عملية وذات مصداقية” تضع حداً لحالة الجمود، وتمنح الأولوية لحماية السلم والاستقرار في المنطقة.

وتناول اللقاء أيضاً الأوضاع الإنسانية والحقوقية ذات الصلة بالملف، بما يشمل تيسير وصول المساعدات، وضمان احترام المعايير الدولية، وتفادي أي توترات ميدانية قد تعرقل المسار السياسي. وجرى التأكيد على دور المنظمات الدولية في المتابعة والتقييم وتقديم الدعم الفني والإنساني اللازمين.

وبحسب نفس المصادر، اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق السياسي والإعلامي خلال المرحلة المقبلة، مع برمجة اتصالات إضافية على مستويات متعددة، تحضيراً للاستحقاقات الدبلوماسية القادمة المتعلقة بالقضية على طاولة الأمم المتحدةحول مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

ونقل بيان “البوليساريو” ترحيب الجانبين بـ”القرار المعتمد وحفاظه على ثوابت وأسس الحلّ العادل والدائم والنهائي للنزاع في الصحراء، وعلى وجه الخصوص، تركيزه على ضرورة إجراء مفاوضات بين طرفي هذا النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، وتأكيده على أنّ الحلّ يجب أن يكون مقبولا من الطرفين”.

تأتي هذه المباحثات في سياق إقليمي يتسم بحساسية عالية إزاء قضايا الأمن والجوار، ما يجعل من أي تطور في مسار الصحراء المغربية عاملاً مؤثراً في توازنات شمال إفريقيا والساحل. وفي هذا الإطار، يُنتظر أن تسهم مشاورات الجزائر مع مختلف الفاعلين في بلورة رؤية أوضح لخطوات مقبلة تُعيد تفعيل العملية السياسية وتحدّ من منسوب التوتر.

 لقاء عطّاف بيسط كرّس قراءة محدثة لمداولات أكتوبر في مجلس الأمن، وجدّد الرهان على المسار الأممي والحلول السياسية، مع تشديد على الأبعاد الإنسانية والحقوقية، وتعهّد بتنسيق أوثق في الأسابيع المقبلة لمواكبة أي تطورات على صعيد الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى