اخبار جهوية

مراكش: حادثة مروعة في محيط معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين.

حميد قاسمي-تنوير

شهدت مدينة مراكش ليلة البارحة حادثة مروعة في محيط معهد أبي العباس السبتي للمكفوفين، بعدما سقط تلميذان من ذوي الإعاقة البصرية في حفرة تُركت دون حواجز أمان أثناء أشغال ترميم الأرصفة المجاورة للمؤسسة. مشهد صادم أعاد إلى الواجهة سؤال السلامة في الفضاءات العامة، وأثار موجة استياء واسعة بسبب ما اعتبره مواطنون استهتاراً بأرواح الفئات الأكثر هشاشة.

وقد نُقل التلميذان على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، حيث أصيب أحدهما على مستوى الرجل وغادر المستشفى بعد تلقي الإسعافات، فيما لا يزال زميله يرقد تحت المراقبة الطبية في وضع مستقر. وتفيد مصادر لجريدة تنوير أن أحد التلميذين يتيم الأبوين، ما أضفى على الحادثة بعداً إنسانياً مؤلماً يزيد من حدة الغضب وسط المجتمع المدني تجاه مظاهر الإهمال التي تتكرر في عدد من النقاط الحضرية بالمدينة.

وتحمل هذه الواقعة دلالات عميقة عن غياب المراقبة وضعف التنسيق بين الجهات المشرفة على أشغال الترميم، إذ لم تُتخذ أي إجراءات احترازية لحماية المارة، ولا سيما المكفوفين الذين يرتادون المعهد يومياً. ويضع الحادث مسؤولية جسيمة على عاتق الشركة المنفذة للأشغال والمجلس الجماعي للمدينة، اللذين يُفترض أن يساهما في ضمان أمن المواطنين لا أن يتحولا إلى مصدر خطر عليهم.

حادثة مراكش تعكس واقعاً مقلقاً في تدبير الفضاء العام، وتدق ناقوس الخطر بشأن احترام معايير السلامة في أوراش المدينة. وهي دعوة ملحّة لمراجعة آليات المراقبة والمحاسبة، وتبني مقاربة أكثر إنسانية تراعي حقوق ذوي الإعاقة في التنقل الآمن وسط المدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى