اخبار جهوية

جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير تحتضن يوماً تشاورياً يجمع المسؤول والمواطن في رؤية مشتركة-حميد قاسمي

   تحوّل إقليم الرحامنة إلى محطة وطنية بارزة في ميدان التدبير الترابي بعد احتضانه لقاءً تشاورياً موسعاً حول برنامج التنمية الترابية المندمجة، ترأسه عامل الإقليم السيد عزيز بوينيان، في سياق تفعيل التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى إشراك المواطن في صياغة السياسات العمومية المحلية عبر مقاربة تشاركية تقوم على القرب والإنصات والمسؤولية.

اللقاء الذي انعقد بمدرج ابن رشد بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، جسّد نموذجاً ناجحاً في التنظيم والتفاعل، حيث اجتمع ممثلو السلطات المحلية والمنتخبون والمجتمع المدني والقطاع الخاص والطلبة والتلاميذ في فضاء واحد، للتعبير عن رؤاهم وتطلعاتهم بشأن مستقبل الإقليم التنموي.

وقد طبع الحدث حضور مكثف تجاوز الألف مشارك، ما عكس تزايد الوعي الجماعي بأهمية المشاركة المواطِنة في رسم أولويات التنمية المحلية، في انسجام تام مع الرؤية الملكية الرامية إلى إرساء نموذج ترابي يقوم على العدالة المجالية وتكافؤ الفرص.

منذ افتتاح اللقاء، بدا واضحاً أن البعد الإنساني كان محورياً في أسلوب عمل عامل الإقليم، الذي اختار الإصغاء المباشر لجميع المداخلات دون حواجز بروتوكولية، مؤكداً أن التنمية الحقيقية تنطلق من احتياجات المواطن، وأن كل اقتراح جاد يشكّل لبنة في بناء مشروع ترابي مندمج ومتوازن.

وعلى المستوى التنظيمي، تميّزت أشغال اللقاء بانضباط دقيق وإعداد لوجستي متكامل، أشرف عليه طاقم عمالة الإقليم ومديرية الديوان، مما أضفى على الحدث طابعاً احترافياً قلّ نظيره، وساهم في ضمان سيرٍ سلس لأطوار النقاش وحسن تدبير الزمن المخصص لكل محور.

ولم يخلُ اللقاء من لمسة إعلامية وازنة، أبدع فيها حسن بنمنصور الصحفي بإذاعة مراكش الجهوية، الذي قاد تسيير الجلسة بكفاءة عالية وأسلوب تواصلي رصين، مزج بين المهنية وروح الانتماء، مما أضفى بعداً تفاعلياً راقياً على مجريات النقاش.

لقد شكّل هذا اللقاء التشاوري منعطفاً نوعياً في مسار الحكامة المحلية بإقليم الرحامنة، وأثبت أن التنمية لا يمكن أن تُبنى إلا بالحوار الجاد، والإنصات المسؤول، والتخطيط المشترك. كما عكس الإرادة الجماعية في جعل الرحامنة نموذجاً في الانسجام المؤسساتي، وحسن التدبير، والإشراك الفعلي للمواطن في بناء مستقبل منطقته.

وبذلك، يواصل الإقليم ترسيخ مكانته كأحد الفضاءات الوطنية الرائدة في تجسيد المفهوم الجديد للسلطة، وفي ترجمة القيم العليا للتدبير القريب من المواطن، برؤية واضحة تستحضر الإنسان كغاية لكل مشروع تنموي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى