اليونسكو والاحتفال باليوم العالمي للفلسفة

أحمد رباص ـ تنوير
اليوم العالمي للفلسفة هو حدث سنوي يتم تنظيمه تحت رعاية اليونسكو لتعزيز التفكير الفلسفي في جميع أنحاء العالم. ويسلط الضوء على أهمية التفكير النقدي والحوار والتنوع الثقافي في بناء عالم أكثر عدالة وسلاما. يعد هذا اليوم فرصة للفلاسفة والباحثين والمعلمين والمواطنين لمناقشة القضايا المعاصرة الكبرى وتسليط الضوء على الدور الأساسي للفلسفة في المجتمع.
أصل اليوم
تأسس اليوم العالمي للفلسفة في عام 2002 من قبل اليونسكو، وترجع أصوله إلى رغبة المنظمة في تعزيز مكانة التفكير الفلسفي في التعليم والثقافة. منذ عام 2005، يتم الاحتفال به كل عام في يوم الخميس الثالث من شهر نوفمبر. ويهدف هذا الاختيار الرمزي إلى وضع الفلسفة في متناول الجميع، خارج الأوساط الأكاديمية، وتشجيع تدريسها منذ سن مبكرة جدا. وتأتي هذه المبادرة في إطار مهمة اليونسكو الأوسع لتعزيز الحوار بين الثقافات والتفاهم المتبادل.
لماذا هذا اليوم؟
يسعى اليوم العالمي للفلسفة إلى تحقيق عدة أهداف أساسية:
– تشجيع التفكير النقدي في التحديات المعاصرة، مثل العدالة الاجتماعية والسلام وحقوق الإنسان وأخلاقيات العلم والتكنولوجيا.
– تعزيز الحوار بين التقاليد الفلسفية في جميع أنحاء العالم وتسليط الضوء على تنوع مناهج الفكر.
– رفع مستوى الوعي بين عامة الناس بأهمية الفلسفة في الحياة اليومية وفي اتخاذ القرارات الجماعية.
– دعم تدريس الفلسفة في جميع مستويات التعليم وتعزيز الوصول الشامل إليها.
ما يجب معرفته
منذ بدايته، تم الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة في أكثر من 80 دولة من خلال المؤتمرات والمناظرات والفعاليات التعليمية. تقترح اليونسكو كل عام موضوعا محددا تدور حوله المناقشات والمبادرات. تشمل الإصدارات البارزة ما يلي:
– في عام 2016، تم التركيز على مكانة الفلسفة في مكافحة الإقصاء وعدم المساواة الاجتماعية.
– في عام 2019، تأمل متعمق حول تأثير التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي على التفكير النقدي.
– في عام 2022، احتفال خاص بالذكرى العشرين لهذا اليوم، أزال الحجاب عن الدور المتطور للفلسفة في عالم متغير.
الإجراءات في مثل هذا اليوم تقريبًا
في كل عام، يؤدي اليوم العالمي للفلسفة إلى العديد من الفعاليات التي تنظمها الجامعات والمراكز الثقافية والمؤسسات التعليمية. ومن بين المبادرات الأكثر شيوعا ما يلي:
– مؤتمرات وموائد مستديرة تجمع بين فلاسفة ومفكرين مشهورين.
– أوراش تعليمية مخصصة للتلاميذ والطلبة لتعريفهم بالتفكير الفلسفي.
– منشورات وبرامج إذاعية خاصة تتناول بالدرس والتحليل النصوص والمناظرات الفلسفية.
– أحداث تفاعلية، مثل المقاهي الفلسفية أو مناظرات المواطنين، مما يسمح لعامة الناس بالمشاركة في المناقشة.
ومن خلال هذه الإجراءات، تعتزم اليونسكو وشركاؤها جعل هذا اليوم لحظة مميزة لإعادة التأكيد على أهمية الفلسفة في فهم العالم وبناء مستقبل مشترك.
اليوم العالمي للفلسفة في المغرب
منذ أزيد من عشرين سنة، راسلت منظمة اليونسكو محمد الاشعري، وزير الثقافة آنذاك، لتجيب عن طلبه المقدم إليها بتاريخ 19 ماي 2004 والداعم لمقترح جمعية أصدقاء الفلسفة بتخصيص يوم عالمي للاحتفال بالفلسفة.
من خلال رد اليونسكو، تبين أنها وافقت على المقترح المغربي وأن على الوفد الممثل للمملكة المغربية لدى اليونسكو التقدم رسميا بهذا الطلب إلى المؤتمر العام لليونسكو.
وحتى يستجيب المؤتمر، لا بد من موافاته بتقرير في ذات الشأن تعده السكرتارية بتعاون مع الدولة العضو المعنية، وفيه يتم بالدرجة الأولى تحديد ما إذا كان تقرير يوم عالمي للاحتفال بالفلسفة يحظى بقبول أغلبية البلدان الأعضاء في الفلسفة.
تمت الإجراءات كما أريد لها أن تكون، وعم الفرح أعضاء جمعية أصدقاء الفلسفة وسائر عشاقها في المغرب، لكن بقيت في حلوقهم غصة عبر عنها الدكتور عزيز حدادي، رئيس الجمعية، في مقال له رأى النور على النت يوم 13 نونبر 2013:
“لم نتمكن إلى حد الآن من إعادة الفلسفة من منفاها، لأنه بقدر ما جعلنا العالم يحتفل بالفلسفة بقدر ما نفتقد إلى الفلسفة، فأين هي الفلسفة في الكليات؟ وهل عندنا مؤسسة عليا للفكر الفلسفي كما هو الحال مع المؤسسات التقنية التي تنتج الأرواح الميكانيكية؟ وما الذي يجعل هذا الحكم بالمنفى يدوم كل هذه الآلاف من السنين؟”




