الدراركة: الحزب الاشتراكي الموحّد يدقّ ناقوس الخطر حول اختلالات التدبير المحلي ويطالب بتدخل عاجل لإنقاذ الزمن التنموي

 الحنبلي عزيز -تنوير 

عقد فرع الحزب الاشتراكي الموحّد، يوم الأحد 16 نونبر 2025، اجتماعه الدوري، خُصِّص لتدارس جملة من القضايا الذاتية والموضوعية المرتبطة بالأوضاع المحلية بجماعة الدراركة، سهلاً وجبلاً، في ظل ما اعتبره استمراراً لهدر الزمن التنموي وتفويتاً متكرراً لفرص إقلاع تنموي حقيقي يخدم مصالح الساكنة.

وخلال هذا الاجتماع، توقّف مجلس الفرع مطولاً عند الوضع الراهن بالمنطقة، مسجلاً استمرار اختلالات تدبير الشأن المحلي، ومشدّداً على ضرورة تنبيه الجهات المسؤولة إلى خطورة الأوضاع، وداعياً إلى إيجاد حلول جذرية وعاجلة للمشاكل اليومية التي تعيشها الساكنة.

ووضع الحزب في صلب نقاشه مشكل النقل العمومي، الذي أضحى أحد أبرز مظاهر المعاناة اليومية للساكنة، ولا سيما الطلبة والطالبات. وفي هذا السياق، دعا مجلس الفرع الجهات الوصية إلى التدخل لتحسين خدمات النقل العمومي، من خلال إحداث خطوط جديدة تربط منطقة تماعيت بمدينة أكادير عبر مركز الجماعة، فضلاً عن تدعيم الأسطول الحالي، خاصة خلال أوقات الذروة، لفائدة طلبة “مدينة المهن والكفاءات”، بما يضمن تنقلاً لائقاً ومنتظماً.

كما عبّر المجلس عن قلقه من تدهور وضعية جمع النفايات المنزلية، التي تحوّلت في عدد من النقاط إلى بؤر سوداء لتكدّس الأزبال، ما يهدد البيئة والصحة العمومية، ويخلق بيئة خصبة لانتشار الكلاب الضالة وسط الأحياء السكنية. وطالب الحزب بتدخل استعجالي لإعادة تنظيم قطاع النظافة وضمان احترام دفتر التحملات، حمايةً لسلامة الساكنة وحقها في عيش كريم.

وتوقف الاجتماع عند اتفاقية التأهيل الحضري لمركز الدراركة في إطار شراكة مع ولاية جهة سوس ماسة، ووزارة إعداد التراب الوطني والإسكان والتعمير وسياسة المدينة، ومجلس جهة سوس ماسة، وهي الاتفاقية التي سبق للمجلس الجماعي المصادقة عليها قبل سنة لكنها ما تزال – بحسب الحزب – حبيسة الرفوف دون تفعيل يُذكر.

واعتبر مجلس الفرع أن هذا الجمود زاد من حالة التخبط والارتجال في قرارات المجلس الجماعي، التي باتت – في نظره – محكومة بهاجس انتخابي أكثر من كونها موجهة لخدمة الصالح العام، وهو ما يفسر لجوء المجلس مجدداً إلى الاقتراض وإغراق مالية الجماعة في الرهون والقروض، بدل البحث عن بدائل تمويلية أخرى أكثر نجاعة واستدامة.

وفي ختام اجتماعه، وجّه فرع الحزب الاشتراكي الموحّد بالدراركة رسالة قوية إلى الرأي العام المحلي والجهات المسؤولة، عبر بيان تضمن ما يلي:

• استنكار الوضع العام الذي تعيشه جماعة الدراركة، في ظل غياب مرافق عمومية أساسية وضعف واضح في البنيات التحتية.

• التعبير عن التضامن مع مرضى القصور الكلوي المقصيين من الاستفادة من النقل الجماعي، مع المطالبة بإحداث مركز لتصفية الدم بمركز الدراركة يخفف عنهم عناء التنقل والمعاناة اليومية.

• مطالبة المجلس الجماعي بالتدخل العاجل لدى الشركة الجهوية المتعددة الخدمات سوس ماسة، من أجل ربط دوار تباطكوكت والمناطق الجبلية بالماء الصالح للشرب، والعمل على تحسين جودة المياه عبر إحداث خزان مائي يزوّد مركز الدراركة بالمياه العذبة.

• الدعوة إلى فك العزلة عن دوار تيمزلاض بالمناطق الجبلية، عبر تحسين المسالك والطرق وتهيئة البنية التحتية الضرورية.

• التأكيد على ضرورة تفعيل اتفاقية التأهيل الخاصة بمركز الدراركة، والمصادَق عليها من طرف المجلس الجماعي، وإخراجها من دائرة التعطيل إلى حيز التنفيذ الفعلي.

• المطالبة بإخراج وتنزيل قانون السير والجولان على مستوى الجماعة، مع وضع علامات التشوير اللازمة لضمان سلامة المرور وتنظيم حركة السير.

• دعوة السلطات المحلية والمجلس الجماعي إلى التدخل للحد من انتشار الكلاب الضالة، من خلال إحداث مصلحة خاصة لمعالجة هذا المشكل في أقرب الآجال.

• استنكار لجوء المجلس الجماعي إلى الاستدانة للمرة الثانية خلال هذه الولاية، لما لذلك من تداعيات على توازن مالية الجماعة وعلى إمكانات الاستثمار في الخدمات الأساسية.

وبهذا، يكون الحزب الاشتراكي الموحّد قد دقّ مجدداً ناقوس الخطر بخصوص واقع جماعة الدراركة، مطالباً بتغيير جذري في طريقة تدبير الشأن المحلي، وبمقاربة تنموية حقيقية تعيد الاعتبار للمنطقة وساكنتها، بعيداً عن الحسابات الضيقة والرهانات الظرفية.