أخبار وطنية

ثلوج وأمطار أنعشت الأمل في موسم فلاحي خصب وشجعت وزارة الفلاحة على المبادرة

أحمد رباص ـ تنوير
أحيت الثلوج الأولى الأمل في موسم فلاحي خصب. فها هي عودة تساقط الثلوج على تضاريس جبال الأطلس المتوسط والاطلس الكبير تعيد البسمة إلى المزارعين المغاربة. تعلن هذه الموجة البيضاء، المتوقعة لعدة مواسم، عن إعادة تكوين تدريجي للموارد المائية وتبشر بموسم فلاحي أكثر ملاءمة، وفي الوقت ذاته أعلنت وزارة الفلاحة عن انطلاقه رسميا.
ازدانت جبال في المغرب في الأيام الأخيرة بمعطف أبيض يبشر بفصل شتاء واعد. انطلاقا من المرتفعات الأولى لميشليفن إلى قمم إميلشيل، من بويبلان إلى تيدغين، أعادت الثلوج الوفيرة رسم المناظر الطبيعية في الأطلس المتوسط والأطلس الكبير، لتعطينا مشهدا طبيعيا يسعد بقدر ما يطمئن.
أسهمت هذه التساقطات الثلجية في تدن واضح لدرجات الحرارة وتزامنت مع هطول الأمطار التي طال انتظارها. في منطقة إفران أصبحت غابة ميشليفن مغطاة بطبقة سميكة ونقية من الثلوج. وفي إيميلشيل، بإقليم ميدلت، شاهد السكان عودة بيئة شتوية كانت نادرة في السنوات الأخيرة. نفس الشيء تتم معاينته على أطراف بويبلان، وفوق قمة تادغين (الحسيمة) أو حتى على مرتفعات إمليل في الحوز. وعلى بعد حوالي ثلاثين كيلومتر من إفران، تحول جبل حيان أيضا إلى لوحة بيضاء مترامية الأطراف.
وإذا كانت هذه المناظر الطبيعية تسحر عشاق الجبال، فإنها قبل كل شيء تجلب ارتياحا مرحبا به إلى القطاع الفلاحي. ذلك أن تساقط الثلوج يؤدي دورا حاسما في إنعاش منسوب المياه وفي الإمداد التدريجي للسدود بفضل الذوبان البطيء. كما سمح هطول الأمطار الأخير للعديد من سدود البلاد بارتفاع مستويات مخزوناتها، وهو تطور حاسم بعد عدة سنوات اتسمت بالجفاف.
تأتي هذه الأخبار السارة في الوقت الذي قدم فيه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، الأسبوع الماضي بأربعاء عياشة (إقليم العرائش) الانطلاقة الرسمية للموسم الفلاحجي 2025-2026.
خلال هذا الحفل، قدم الوزير الوصي تقييما واضحا للموسم الفلاحي السابقة: عجز ملحوظ في المياه، توزيع غير منتظم للتساقطات، سبع سنوات متتالية من الجفاف، زيادة في تكلفة المدخلات.. وباختصار، فقد أثرت عوامل كثيرة بشكل كبير على الإنتاج الزراعي الوطنيةد.
ومع ذلك، فإن وصول الثلوج الأولى وأمطار الخريف يشير، حسب قوله، إلى “بداية مشجعة للموسم”، مما يجلب التفاؤل للمزارعين.
تبعا لذلك، تستهدف الوزارة خلال هذا الموسم الفلاحي الجديد زراعة أكثر من 4 ملايين هكتار بالحبوب والبقوليات. ولتحقيق هذا الهدف الطموح، تم تنفيذ العديد من التدابير المصاحبة كتوفير البذور المختارة، توفير ودعم الأسمدة، التدبير الرشيد لمياه الري، دعم قطاعات الإنتاج، تعزيز آليات التأمين الزراعي
حلول التمويل للمستغلين.
وفي إطار استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030، تقوم الوزارة المعنية أيضا بمراقبة المحاصيل وتحسين الإنتاجية ودعم صغار المزارعين.
ومن البواعث على مزيد من الأمل هطول أمطار وثلوج بداية الأسبوع الجاري، وعودة إلى الأجواء العادية اعتبارا من يوم الأربعاء. وهكذا تميزت بداية الأسبوع بـ “طقس غير مستقر” في المغرب، بحسب ما توقعته المديرية العامة للأرصاد الجوية، حيث جلبت سلسلة من الاضطرابات الأطلسية أمطارا معتدلة وأخرى عاصفية مصحوبة بهبوب رياح متواصلة في معظم أنحاء البلاد، قبل العودة التدريجية إلى الاستقرار في نهاية الأسبوع.
وفقا للمديرية العامة للأرصاد الجوية، عمت زخات مطرية عاصفية بشكل رئيسي شمال البلاد ووسطها بالإضافة إلى المرتفعات، مع تساقط الثلوج على قمم جبال الأطلس. كما هبت رياح فوق المناطق الجبلية والشرقية والجنوبية، مما تسبب في زوابع رملية.
انخفضت درجات الحرارة، خاصة في الشرق والجنوب، مما عزز الشعور بالبرد في المناطق الجبلية.
واستمر يوم الثلاثاء هطول الأمطار على السهول الشمالية والسايس والريف والأطلس المتوسط والشمال الشرقي الذي شهد أمطارا معتدلة ما فتئت أن صارت قوية محليا.
وكان يوم الأربعاء بمثابة موعد مع بداية أ العودة إلى الهدوء حيث اصبح الطقس أكثر استقرارا بشكل تدريجي، على الرغم من أن الغيوم ستستمر في التأثير على شمال البلاد.
وابتداء من يوم الخميس عاد المغرب إلى طقس مستقر بشكل عام، مع سماء أكثر صفاء وارتفاع طفيف في درجات الحرارة خلال النهار. وسوف يستمر هذا التحسن حتى نهاية الأسبوع، مما يوفر استراحة بعد عدة أيام من الاضطرابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى