محمد جرو-تنوير
لا أملك علْمًا ولا حزبًا.. أملك كلمات من أجل وطني”..بهذه الكلمات خاطب “شاعر الحراك”كما يوصف بالجزائر محمد تجاديت الشباب خلال احتجاج ، فقد وهب حنجرته وشعره للإحتجاج سنة 2019 ضد “العهدة الخامسة “للراحل عبد العزيز بوتفليقة ،ألهبت حماس الحراك أنذاك ليتم اعتقاله والحكم عليه بمحكمة الدار البيضاء بالعاصمة يوم 11 نونبر الجاري بخمس سنوات نافذة وغرامة مالية ثقيلة بتهمتيْ “الإرهاب” و”المساس بأمن الدولة”. وبحسب محامين وحقوقيين (أكثر من 20 منظمة حقوقية داخل وخارج الجزائر )تعالت أصواتهم للمطالبة بالإفراج عنه فإن محاكمته تدخل في إطار “استعمال القضاء لإسكات وتكميم الأفواه”ووصل صدى تلك الأصوات منظمة العفو الدولية التي طالبت السلطات الجزائرية بإطلاق سراحه فورا،كما أكدت ذات المنظمة الحقوقية أن محاكمة جديدة ستبدأ يوم 30 نوفمبر 2025، تشمل تجاديت و12 ناشطًا آخرين، وُجِّهت إليهم تهم تتعلق بـ”المساس بأمن الدولة”.التي قد تصل عقوبتها المؤبد أو الإعدام ..
ترك تجاديت البالغ من العمر 31 سنة التعليم في سنّ مبكرة، وعمل في عدّة مهن قبل أن يتحوّل إلى صوت شعري معارض يعبّر عن غضب الشارع وتطلعاته، لا سيما في التعبير عن رفض ترشح بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة وهو الذي حاكم الجزائرمنذ 1999 حتى 2019 رغم تدهور صحته وغيابه شبه الكامل عن الحياة العامة منذ 2013 تاريخ إصابته بجلطة دماغية أثرت على قدرته على الحركة والكلام.
وقال ذات مرة، مخاطبا الشباب: “يجب أن تكون لديكم مواقف وآراء في مسائل أخرى، وليس في كرة القدم فقط.. حرية التعبير تشمل كل القضايا الحقيقية التي تمس حياتنا اليومية.” وأضاف: “لا أملك لا علْمًا ولا حزبًا سياسيًا، بل فقط كلمات من أجل وطني.”
منذ عام 2019، تعرض تجاديت للاعتقال خمس مرات من قبل السلطات الجزائرية بتهم تتعلق بـ”عرض منشورات تمسّ الوحدة الوطنية” و”إهانة رئيس الجمهورية” و”الإشادة بالإرهاب” و”استخدام التكنولوجيا لدعم جماعة إرهابية”.