اخبار دولية

القاهرة تستقبل لقاءً استثنائيًا بين الملك محمد السادس ومحمد بن زايد والرئيس السيسي… ملفات ثقيلة على الطاولة

  الحنبلي عزيز

في خطوة لافتة تحمل أكثر من بعد سياسي ودبلوماسي، حلَّ الملك محمد السادس، مرفوقًا بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، مساء الثلاثاء، بالقاهرة في زيارة رسمية مفاجئة وُصفت بأنها ذات طابع استراتيجي، سواء من حيث التوقيت أو مستوى التمثيل.

وقد كان في استقبال جلالة الملك والرئيس الإماراتي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مراسم بروتوكولية تؤكد مستوى العلاقات المتقدمة بين العواصم الثلاث: الرباط، أبوظبي، والقاهرة. ولم تصدر بعد تفاصيل رسمية موسعة حول جدول الأعمال، إلا أن طبيعة الزيارة وحضور القادة الثلاثة في اجتماع مغلق حملت إشارات واضحة حول أهمية الملفات المطروحة.

توقيت الزيارة أثار اهتمامًا واسعًا في الإعلام المصري والعربي، خصوصًا أنها جاءت بعد يوم واحد فقط من زيارة مسؤول حكومي من الجزائر للقاهرة، ما فتح باب التأويلات حول احتمال وجود تنسيق أو إعادة تموضع سياسي في المنطقة.

كما ربطت مصادر إعلامية بين اللقاء الثلاثي وتطورات أزمات إقليمية، أبرزها:

  • الملف السوداني ومحاولات احتواء التوتر بين الفرقاء الإقليميين المؤثرين فيه.

  • المستجدات في العلاقات الخليجية – المغاربية.

  • التحولات الجارية في خريطة التحالفات الإقليمية.

ويرى مراقبون أن اللقاء يأتي في ظل إعادة رسم موازين القوى في المنطقة العربية، وأن المغرب ومصر والإمارات باتوا يشكلون محورًا عربيًا متقارب الرؤى في ملفات إقليمية حساسة.

العلاقات المغربية الإماراتية تشهد منذ سنوات تطورًا متصاعدًا في مجالات الاستثمار والدفاع والتنمية، وهي علاقة تُعد من أكثر الشراكات العربية استقرارًا. أما العلاقات المغربية-المصرية والإماراتية-المصرية، فتشهد أيضًا تقاربًا مهمًا في ملفات الأمن القومي العربي والاستثمار والتنمية المشتركة.

وعليه، فإن اجتماع القادة الثلاثة لا يبدو مجرد زيارة بروتوكولية، بل لقاءً يحمل أبعادًا تتعلق بتنسيق سياسي عربي هادئ، وربما وضع أسس تكتل إقليمي جديد قائم على المصالح المشتركة والاستقرار الاستراتيجي.

الغياب الرسمي لتصريحات مفصلة فتح الباب أمام تحليلات تتحدث عن احتمال بلورة مبادرة عربية مشتركة تتعلق بالتهدئة الإقليمية، أو وساطة تسعى لإعادة توازنات القوى في ملفات كبرى، من بينها الأمن الإقليمي وتدبير النزاعات وتكثيف التعاون الاقتصادي.

مهما كانت التفاصيل التي لم تُعلن بعد، فإن هذه الزيارة تُعد حدثًا دبلوماسيًا ذا رمزية كبيرة في ظرف إقليمي حساس. فهي تعكس ثقة متبادلة بين الدول الثلاث، وإرادة لتنسيق المواقف ومواكبة التحولات الاستراتيجية في المنطقة. وتؤكد في الآن ذاته الدور المتنامي للمغرب ومصر والإمارات كفاعلين محوريين في صياغة مقاربات جديدة لحماية الاستقرار الإقليمي وتعزيز الشراكات العربية المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى