ثقافة و فن

أرضية الندوة الفكرية للجامعة السينمائية في دورتها الرابعة عشرة بمدينة مكناس، في موضوع تحت عنوان: السينما والهوية

  يعتبر مفهوم الهوية من المفاهيم المستعرضة التي يتم تناولها على مستوى مجالات فكرية متعددة، وبمقاربات مختلفة تعكس تارة التصورات الماهوية المجردة التي تركز على عناصر الوحدة والتطابق، وتارة أخرى مدى التعدد والاختلاف الذي قد يصل مستوى التناقض في تحديد الهوية. وتعد السينما، بما هي أبرز الفنون التعبيرية التي تعكس واقع المجتمعات وثقافاتها، إحدى المجالات الفنية التي تقارب المفهوم، بل وتلعب دورًا محوريًا في تشكيل الهوية الوطنية.

في المغرب، يمكن للسينما أن تُبرز التنوع الثقافي واللغوي الذي يميز المجتمع المغربي في إطار تعدد روافد هذه الهوية الذي يعكس وحدتها الوطنية، على اختلاف مكوناتها العربية والأمازيغية والعبرية والحسانية…؛ حيث تنبع أهمية السينما المغربية من قدرتها على التقاط التجارب الوطنية وتصويرها وتوثيقها في سياقات اجتماعية وتاريخية متغيرة. فالسينما، في جانبها الإبداعي الأصيل، هي آلية لتسجيل وحفظ الذاكرة الجماعية، ما يجعلها عملا ضد النسيان. خصوصا في ظل التحديات المتعددة التي تواجه السينما المغربية، بما في ذلك قضايا الهوية والتقاليد والحداثة. إن السينما هنا ليست مجرد صناعة فرجوية ترفيهية، بل هي وسيلة لاستكشاف الهويات الوطنية والإنسانية وتحديد التعقيدات التي تشكلها، من خلال تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والثقافية التي تهم المجتمع.

في السنوات الأخيرة، شهدت السينما المغربية تحولا كبيرا، حيث تزايدت الإنتاجات المستقلة التي تتناول قضايا الهوية بطريقة جديدة ومبتكرة من خلال أفلام تتحدى التمثلات النمطية وتستكشف الهويات المهمشة والهامشية التي غالبًا ما تُغفل في الخطاب السائد.

في هذا السياق، تقدم هذه الندوة مساحة أكاديمية لتعزيز الحوار حول كيفية استخدام السينما كأداة للتعبير عن الهوية ودراسة تأثيرها على المجتمع، من خلال تتناول وتحليل الأبعاد الثقافية والاجتماعية للسينما خصوصا في العلاقة بالأقليات والفئات المهمشة، واستكشاف دورها في تعزيز الهوية.

تدعوكم(ن) هذه الأرضية إلى المساهمة الفعالة في أشغال الندوة الفكرية للجامعة السينمائية التي تنظمها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، في دورتها 14، والمنظمة بمدينة مكناس يوم السبت 13 دجنبر 2025. فمرحبا بمداخلاتكم في كل ما يثيره موضوع السينما والهوية من قضاياه وإشكالات؛ ونضع، على سبيل المثال لا الحصر، أهم المحاور المرتبطة بالموضوع:

• تحليل أدوار السينما في التمثيل الثقافي، والتعبير عن الممارسات الثقافية في المغرب؛

• تحليل الهويات المغربية المختلفة، بدءا من الثقافات العربية والأمازيغية والعبرية والحسانية إلى التأثيرات الأوروبية؛

• استكشاف الأبعاد الاجتماعية والسياسية للأفلام المغربية، وتأثيراتها على القضايا الاجتماعية مثل الهجرة والاغتراب؛

• تسليط الضوء على الفئات الاجتماعية المهمشة، بما في ذلك النساء والأقليات؛

• الوقوف عند مقاربة النوع في السينما المغربية، وكيفية ابرازها لأدوار المرأة في إطار الهوية الجندرية؛

• البحث في كيفية تفاعل السينما المغربية مع الاتجاهات والمدارس السينمائية العالمية وتأثيرها على الهويةالثقافية .

من إقتراح هشام لعيدي عضو جمعية الشاشة الكبرى بمكناس وباحث في المجال السينمائي ,و يشارك في هذه الندوة الى جانب معد هذه الورقة كل من الدكتور محمد صولة والدكتور فريد بوجيدة ومن تسير الأديب والناقد السينمائي مصطفى لكليتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى