اخبار دولية

من باريس.. “ماك” و“أنافاد” تعلنان “استقلال جمهورية القبائل الاتحادية” في خطوة أحادية تُعيد ملف الانفصال إلى الواجهة

الحنبلي عزيز -تنوير

 أعلنت حركة تقرير مصير منطقة القبائل “MAK” وحكومة القبائل في المنفى “أنافاد” (ANAVAD)، مساء الأحد 14 دجنبر 2025، ما وصفته بـ“الاستقلال” وإقامة كيان جديد تحت اسم “جمهورية القبائل الاتحادية/الجمهورية الفدرالية للقبائل”، وذلك خلال مراسم احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس، بحسب رواية الحركة وتقارير إعلامية واكبت الحدث. 

ووفق مصادر مقربة من المنظمين، قُدّم الإعلان باعتباره “لحظة تاريخية” بحضور شخصيات ووفود أجنبية ومناصرين من الجالية، إلى جانب قيادات من “ماك” و“أنافاد”، مع تغطية قالت الحركة إنها شملت وسائل إعلام دولية. 

وفي بلاغ نُسب إلى الكيان المُعلن، اعتبرت “جمهورية القبائل الاتحادية” أن فرحات مهني—الذي يُقدَّم من طرف الحركة بصفته رئيس “أنافاد” ورئيس “ماك”—أعلن الاستقلال “علناً وبشكل رسمي”، معتبرةً الخطوة منعطفاً مفصلياً في التاريخ المعاصر لشعب القبائل. 

الحدث كان مُبرمجاً في صيغته الأولى داخل قصر المؤتمرات بفرساي (إقليم الإيفلين)، غير أن سلطات المحافظة أصدرت قراراً بمنع التجمع بدعوى وجود مخاطر محتملة على النظام العام، مع توقع حضور يفوق 900 مشارك وفق ما نقلته تقارير فرنسية ومغاربية. 
وفي المقابل، أفادت مصادر أخرى بأن المنظمين أبقوا على المراسم بعد نقلها إلى فضاء خاص بباريس وبصيغة “أضيق”. 

تُعد “ماك” إحدى أبرز حركات المطالبة بالحكم الذاتي/تقرير المصير في منطقة القبائل، وقد تصاعد حضورها السياسي والإعلامي خلال السنوات الأخيرة، بينما تصنفها السلطات الجزائرية منذ 2021 ضمن “المنظمات الإرهابية”—وفق وثائق وإحالات رسمية—وهو توصيف ترفضه الحركة وتؤكد أن نشاطها “سلمي”. 

وتُثير هذه القضية جدلاً داخلياً في الجزائر، إذ تعتبر أطراف سياسية ومدنية أن الإعلان يمسّ بوحدة البلاد ولا يعبّر بالضرورة عن كل سكان المنطقة، في حين يرى مؤيدو الحركة أنه امتداد لمسار “حق تقرير المصير”. 

ربطت “ماك” و“أنافاد” اختيار تاريخ 14 دجنبر بإحالة رمزية إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1514 (XV) الصادر في 14 دجنبر 1960 بشأن “منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة”، والذي يُستشهد به كثيراً في سياقات تقرير المصير ومسارات إنهاء الاستعمار. 

ورغم الطابع الاحتفالي للإعلان، تؤكد متابعات إعلامية أن الخطوة تظل—حتى الآن—إعلاناً أحادياً من حركة سياسية تعمل من الخارج، من دون مؤشرات معلنة على اعتراف رسمي دولي بالكيان المُعلن، في وقت يُرتقب أن تُفاقم هذه التطورات التوتر السياسي والإعلامي حول ملف القبائل بين مؤيدين ومعارضين داخل الجزائر وخارجها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى