حوارات

حوار مع المفتش التربوي بمراكش ذ.خالد مجتهد حول المنظومة التربوية المغربية(الجزء الثالث)

منذ بداية الاستقلال والمنظومة التربوية المغربية تعاني من الصراع السياسي والإديولوجي، وخاصة في مجال لغة التدريس وتدريس اللغات، ورغم أن الدستور المغربي أقر الانفتاح على اللغات الأجنبية وكذا الرؤية الاستراتيجية والقانون الإطار، فلازال الصراع محتدما بين الداعين لتدريس اللغة الفرنسية كلغة أجنبية أولى والداعين لاعتماد الإنجليزية مكانها نظرا لأهميتها العلمية والتكنولوجية واستعمالها من طرف أغلب المؤسسات الصناعية وأكبر عدد من سكان العالم، في هذا الإطار اشتغلت وزارة التربية الوطنية على تعميم اللغة الإنجليزية بالثانوي الإعدادي، مما أتار النقاش من جديد حول لغة التدريس وتدريس اللغات، ورغم أن الصراع الحقيقي محتدم حول لغات التدريس، وأقل حدة حول تدريس اللغات، ارتى موقع تنوير إجراء حوار مع الباحث التربوي والمفتش المختص في اللغة الإنجليزية تنويرا للرأي العام والساحة التربوية حول قرار وزارة التربية الوطنية تعميم اللغة الإنجليزية في الثانوي الإعدادي، وسينشر الحوار في 3 أجزاء

الجزء الثالث

س= هل اعتماد اللغة الإنجليزية كلغة مدرسة وكلغة تدريس بإمكانه النهوض بالمنظومة التربوية التي تعيش على إيقاع الاختلالات والأعطاب وبعد سنوات من الجدل حول مصير اللغة الإنجليزية داخل المنظومة التربوية؟

يبدو ومن خلال نقاشنا أن موقع الإنجليزية في المنظومة التربوية الوطنية مازال محتشما، موقع ينضبط للتوازنات التي تفرضها السياسة اللغوية بالمدرسة والتي تراعي الأبعاد الثقافية والدينية والاجتماعية والرهانات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية. هذا رغم النقاش المجتمعي المحتدم حول اللغات الأجنبية ودورها في التحصيل المعرفي والاندماج الثقافي والاقتصادي في عالم شديد التحول.  فهناك مؤشرات عديدة تؤكد اعتبار العديد من الناس اللغة الإنجليزية مفتاحا للنجاح والشهرة، أو مدخلا للتطور الاقتصادي (Bouziane 2021). إلا أن عددا من الدول طورت علومها واقتصادها بلغات وطنية خاصة ألمانيا والصين وروسيا واليابان. والسؤال الذي يجب أن يفكر فيه متخذو القرار ارتباطا بتحقيق الأمن اللغوي في البلد هو المستقبل الذي ينتظر اللغات الرسمية، العربية والأمازيغية، إذا ما اعتبر جيل الشباب هذه اللغات غير مهمة، وبالتالي غير جديرة بالتعلم. فتجاوز أعطاب المنظومة التربوية رهين بتوفير شروط مادية ومعنوية للفاعلين التربويين المباشرين ليمكنوا المتعلمين من بناء تعلمات ذات معنى ومرتبطة بسياق المجتمع داخليا وخارجيا وفق روح ومنطوق الوثائق الرسمية الجاري بها العمل فيما يخص الهندسة اللغوية في مدرسة عمومية ذات جودة وجاذبية.  والحال أننا أمام إشكال العياء من المبادرات Initiative fatigue. الناتج عن عمليات إصلاح الإصلاح المتتالية، والتي تمت دون تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. أمر كان بإمكان تنزيل سليم لرافعات الميثاق الوطني ومواد القانون الإطار أن تتجاوزه لو أخرجنا الزمن التربوي من حسابات الزمن السياسي الضيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى