رياضة

محمد صلحيوي:أبطال الفريق الوطني المغربي،يزلزلون منظومة “قيم الفيفا” الكروية…

المطلوب تخصيص الفريق الوطني باستقبال شعبي غيرمسبوق..

لم يقف تأثير إنجاز أسود الأطلس عند حدود تداول الإعلام العالمي الكبيروالذي كان مدوياَ فعلاَ،بل تجاوزه،كنتيجة لماخلفه، ولازال،لأداء البطولي لأبطال للفريق الوطني المغربي في كأس العالم قطر2022، إلى البحث وتمحي          و استخلاص وتحصيل عوامل فرادة الفريق الوطني المغربي لدوره في هذه الدورة من كأس العالم مغاربياَوإفريقياَ عربياَ وعالم قالثياَ، وقد برزت ثلاث تيمات(موضوعات) : القومية الكروية(عالم المستعمرات) – العدالة الكروية-الفريق الإستثنائي.
سابق لاوانه،تفصيل سباقات ومعاني تلك الموضوعات، خصوصاً وأن المنافسات لم تنته بعد،لذلك،فالإكتفاء حالياَ بتسجيل ومرد وسبب هذا الزلزال كون المغرب قد أعاد صياغة قواعد الإشتباك الكروي على المستطيل الأخضر وخارجه،وأخرج أطراف مؤثرة في عالم في عالم كرة القدم وسياقاتها من دائرة الحياد المزعوم وفرض مايمكن تسميته بأثمان ومستلزمات مايمكن تسميته بالعدالة  الكروية،وبالنتيجة العلاقة بين مركز مهيمن ومحيط مهيمن عليه.
ولأن قلوب وارجل حكيمي وزياش وسفيان لمرابط ومنير وبونو ورفاقهم من أولهم إلى آخرهم(بالترقيم طبعاَ)، قد أخرجوا وإلى الأبد، المغرب، شعباَ ووطناَ،من دائرة المشاركة المشرفة كأقصى طموح، ووضعه داخل دائرة صياغة القيم والمنجزات الكروية، وبالنتيجة أصبح  هوالمعني المباشر-الشعب والوطن- بإنجاز أبطال الفريق الوطني.
لنلاحظ رد فعل الشعب المغربي على “الخسارة” في نصف النهائي،رد فعل معتز وفخور بالفريق الوطني،مايؤكدأن الرجة  العميقة والناسيسية،والتي عكسها وعبر عنها الخروج الشعبي العارم الذي تجاوز من حيث الجوهر و الدلالة الفرح والإحتفالَ بإنجاز أسود الأطلس،لم تكن رجة احتفال وفرح بانتصارات الأسود، كانت إنتقالاً وتطوراَ صوب وطنية مغربية متجددة ومتقدمة،أي الإنتقال من وطنية الإنفعال إلى وطنية جديدة منتجة.   و التطلع لوطن الغد الديموقراطي والمسموع الكلمة.
إن الدرس  الكروي المبهر والعميق الذي قدمه فريقنا الوطني،والذي عكس فسيفساء تنوع الوطن وحضنه لكل كفاءات ربوع الوطن وبروز مغاربةالعالم”الدياسبورا” إن الدرس هناهو،إن شعبنا ولاد للقيم الجامعة وللمشترك الوطني،صانع لحقائق جديدة، وفاتح آفاق المستقبل.
فدلالات ومعاني  الهبة الشعبية للمجتمع المغربي، دعماَ للفريق الوطني، الذي فتح صفحة تاريخية جديدة للوطن المغربي على مستوى خريطة العالم إنطلاقاَ من كرة القدم ،قدوضع مهمة تحويلها إلى نهوض وطني ثقافي واجتماعي وحضاري في جميع المجالات على عاتق هذا الشعب والوطن،وان هذه الفرصةالتاريخية لايجب تضيعها، بل يجب تكريسها لإحداث للتغيير الديموقراطي بعدالته الإجتماعية والمناطقية والمواطنة،و هو ما يتطلب بالنسبة لشعبنا السير قدماَ لإنتاج إستبطان متجدد. المطابق والمجسد لمقولتي الشعب والوطن الواقعيتان وبحس مواطناتي.
مبتدأ تحقق هذا الطموح التجديدي لمقولتي الشعب والوطن هو انفتاح سياسي تأسيسي وليس انفراجاَ لحظوياً عابراَ، لإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع والاستعداد لرفع التحديات وردم الفوارق الاجتماعية والمناطقية والبيئية وحسب النوع لإعلاء لواء الوطن والوطنية المغربية عالياَ والمواطنة  التي عكستها هذه الرجة الفريدةللشعب المغربي وهو يحتفي بإنجاز الابطال هناك في قطر.
يمكن التأكيد،وذلك رفعاَ لأي التباس،ودفعاَ لأي غموض،على أن الشعب والوطن المغربي قد مر وعايش عدة ارتجاجات ورجات، لم تحول إلى مضمون إستبطاني حداثي مطابق    لمقولتي الشعب والوطن الواقعيتين والبانيتين لتعبر عن كل السرديات والتجارب والرموز.
مرة أخرى اقول،إن إن استدعاءالأستاذ العزيز محمد بولامي،للتاريخ وتجسيره مع الحاضر،قد لخص، وبشكل مبدع، هذه الوضعية  وبمعادلة من جنون الخطابي1921 إلى حلم الرگراگي2022،والوضعية هي أن شعبنا ووطننا تاريخيا،وهو المبدأ الذي تناساه هيجل في تصنيفه للعشعوب التاريخية.
نعم،يمكن الإشارة إلى الإرتجاج الذي أحدثه الخطابي في الوعي الوطني، في1921كما يمكن الإشارة إلى الرجة العميقة التي أحدثتها المسيرة الخضراء الشعبية في الوطنية المغربية،وأيضاَ هناك حركة 20فبراير والتي أعطاها الحراك الشعبي 2016معناها وقيمتها التاريخية الحقيقية.
إن الرجة والهبة الحالية، تشكل قطيعة مع تقليد الماضي والمتمثل في نقل المواطنات والمواطنين بالحافلات و الشاحنات إلى الساحات العمومية للإستماع لخطب الساسة حول الوطنية المغربية وبعقلية مركزية أحادية.
الرجة الحالية ،نزول شعبي عارم إلى الشوارع وبذلك،يتم صياغة مضمون متجدد للوطنية الحاضنة لكل بنات وأولاد الوطن.
وبذلك تبرز الملحاحية المطلوبات التالية:

الأول :إن الرجة الشعبية تفرض الإقدام على عقد مصالحة تاريخية بين الدولة و المجتمع،من أجل تجديد التعاقد بينهماوهو  المطلوب لتقدم وطنننا تعزيزاَ للتجاره تبلور الوطنية المتجددةالمواطنة  التي ظهرت بجلاء في التفاعل المتحضر و المسؤول للمواطنات و المواطنين، و هو السلوك الذي يجب تثمينه و تشجيعه و تطويره.
الثاني:  يجب اعتبار أفراد الفريق الوطني بقيادة الإطار الوطني وليد الرگراگي،أبطالاَ، لأنهم قدموا درس الكفاءة كمقياس وحيد لاختيار ممثلي الوطن. الموجودة في “الدياسبورا” ويجب استقبالهم استقبال الابطال يوم عودتهم.
الثالث:العمل على ترسيخ الحقوق و الحريات و على رأسها حرية الرأي و التعبير.
فالشعب المغربي يمتلك طاقات هائلة ومتنوعة في العديد من المجالات،وهي تشكل فرصة ثمينة يجب استثمارها و فتح المجال أمامها ، خارج منطق الزبونية أو المحسوبية ، و كانطلاقةتعزيز وإسناد فعاليتها و مشاركتها في التنمية الشاملة و في المراتب الأمامية .

الرابع: المصلحة الوطنية التعزيزية للرجة التي طالت العقلية المغربية هي الإقدام من طرف الدولة على  خطوة،  للتفاعل مع الفرح الشعبي الكبير، كمدخل ضروري والمتمثلة في عقد مصالحة تاريخية مع الريف ومع الجهات المهمشة من الوطن وإطلاق سراح قيادة الحراك الشعبي بالريف و كل المعتقلين السياسيين و معتقلي الرأي و هي الخطوة المطلوبة، للتقدم في اتجاه بناء مغرب الحق و القانون و الكرامة و العدالة الاجتماعية والمناطقية والمواطنة الشاملة.
المستحيل ليس مغربيا…

ذ.محمد صلحيوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى