الحوارات الأطلسية في مراكش: البحث عن فرص التعاون المتاحةفي الأطلس:
انطلقت أشغال الدورة 11 للمنتدى الدولي السنوي حوارات أطلسية يوم الخميس بمدينة مراكش، والتي ينظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد بمشاركة نخبة من المسؤولين والدبلوماسيين والباحثين والخبراء الدوليين، بحيث نظم هذا اللقاء الرفيع تحت رعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويدور حول موضوع ” آفاق التعاون الدولي في عالم متحور..الفرص المتاحة في المحيط الأطلسي الموسع”، وبمشاركة أزيد من 350 مشارك من 60 جنسية.
ناقش الخبراء المشاركون في المنتدى التحديات التي تواجه الجنوب العالمي وآفاق التغلب عليها في إطار التعاون متعدد الأطراف في الفضاء الأطلسي.
تطرق كل من الباحثة البارزة في الاقتصاد بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد فاطمة الزهراء منقوب، والخبير الاقتصادي بوكالة حماية البيئة الأميركية أحمد رشيد الخطابي، إلى أزمة المياه التي تعاني منها عدة بلدان بحيث دعوا إلى إيجاد حلول مبتكرة لإرساء أنظمة أكثر استدامة لحماية النظم البيئية.
بالنسبة لتوحيد الجهود بين الشمال والجنوب لمواجهة التحديات، قال الخبير البارز بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد والمندوب السابق للمغرب لدى الامم المتحدة محمد لوليشكي، إن خبراء من عدة قارات ناقشوا سبل توحيد الجهود بين الشمال والجنوب لمواجهة التحديات الناجمة عن سياق دولي متقلب بشكل متزايد، كما ذكر بأن بلدان المنطقة لا يمكنها التغلب على هذه التحديات بوسائلها الخاصة وحدها كما شدد على الحاجة إلى تعاون متعدد الأطراف من أجل تمكين الفضاء الأطلسي الأوسع من مواجهة هذه التحديات معا في إطار من التضامن.
تبحث هذه الدورة من الحوارات الأطلسية على مسألة الاستراتيجيات المشتركة الممكنة وذلك عبر مناقشة مواضيع تبحر من دبلوماسية المناخ إلى ثورة الطاقة، مرورا بالابتكارات في مجال الفلاحة والبنية التحتية والحكامة.
أفاد باحث بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد خالد الشكراوي، بأن الجنوب عن طريق المركز يطرح أسئلته الخاصة فيما يخص الأفق، ويحاول حل مشاكله بدون جلب نماذج مرتبطة بتجارب أخرى، كما أكد أيضا بأن الجنوب يعيش ظرفا شائكا بسبب التحولات العسكرية والسياسية في أوروبا الشرقية.
وتحدث الأستاذ المبرز في العلوم السياسية ودراسات أميركا اللاتينية بجامعة نيويورك خورخي كاستانييدا، عن تباين في المواقف بخصوص الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه بقدر ما يوجد هناك تعاطف، وتشابه في وجهات النظر داخل حلف (الناتو)، وبلدان الشمال على مستوى دعم المقاومة الأوكرانية، هناك تردد بعدد من بلدان الجنوب لدعم هذا الحلف، في وقت تتمسك فيه دول أخرى كالهند بحيادها مع دعم الوساطة لحل النزاع في أوكرانيا، كما عبر عن تفهمه لموقف روسيا في بعض البلدان، فيما لا يلمس التفهم نفسه إزاء أوكرانيا وقال إن الحرب المشتعلة في أوكرانيا جاءت في خضم الإصلاحات التي ستوضع جانبا للانشغال بمستجدات الصراع، منتقدا أطماع روسيا.
وربط المؤسس المشارك في «سويت» حمزة رخا شهام، بين المجال الزراعي والتكنولوجيا، وسبل توظيف هذه الأخيرة في عملية توزيع المياه، ممثلا بتجربة رواندا في هذا المجال، ومشيرا إلى ما يمكن تحقيقه باستعمال التكنولوجيا، بما يسمح بأخذ القياسات ويجعلنا أصدقاء للطبيعة، كما أردف بأن المغرب بلد يحتذى به في ترشيد استهلاك المياه في مجال الزراعة، حيث حقق نتائج مبهرة على مستوى رفع المردودية وخفض تكلفة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل.
سلط ريزو، رئيس مؤسسة كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي أليساندرو مينوتو ريزو، الضوء على التحديات التي تواجه حلف الناتو، موردا أن الأطماع الروسية باتت تهدد المنتظم الدولي، ما يتطلب ضرورة تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب لمجابهة تلك الأطماع التوسعية.
واعتبر من جهة أخرى الباحث الإيطالي أن حلف الناتو يناقش هذه التحديات بشكل متواصل، حيث يعتمد على التوافق الجماعي من أجل اتخاذ القرارات الدولية؛ لأن الحلف يتم تمويله بشكل جماعي من طرف كل الدول الأعضاء، وهو ما يتطلب تقاسم المسؤوليات الأمنية.
قال نائب رئيس صندوق مارشال الألماني إيان ليسر، إن النزاعات تنامت بشكل مطرد في عالم اليوم، ما تسبب في تغير السياسات الدولية بصفة جذرية، مضيفا أن نزاعات الضفة الشمالية تنعكس على الضفة الجنوبية، ما جعل بلدان الجنوب تتضامن مع بلدان الشمال في كل الأزمات.