وجهة نظر

أبطال الفريق الوطني المغربي يعقدون تعاقداَضمنياَ مع الشعب المغربي.

ستبقى لحظة عشية يوم الثلاثاء20-12-2022، مرجعا تحليلياَ وتفكيكياَ واستخلاصياَ للدروس والعبر والمهام الوطنية للكثير من المفكرين والمثقفين المغاربة وغيرهم،وهذا القول،بعيد كل البعد عن حبال السياسةبتوافقاتها ومناوراتها، وعن فخاخ اللغة ببلاغتها المضببة في الغالب للمنطلقات الحقيقية،إن صحيح القول بالتأكيد هو القريب جداَ من حرارة اللحظة وقوتهاالتأثيرية،  بل المرتبطة بوثاق رفيع بأفق وطن مغربي أدخله إنجاز أسود الأطلس  إلى مرحلة أرقى لمخاض إنطلق مع حركة 20فبراير ،وتوضحت عوامله مع الحراك الشعبي العظيم  لتجدد وتجديد “وعيه الجماعي” “لمشتركه”الاساس الباني لوطنية جامعة وحاضنة لكل بنات وأبناءالوطن بتنوع تجاربهم/ن التاريخية والثقافية والمناطقيةوبكل رموزها.
فصورةحافلة مكشوفة… لأبطال الفريق الوطني المغربي لكرة القدم،وسط عشرات الآلاف ،إن لم يكن المئات من الآلاف، ليست فقط صورةإستقبالية.  واحتفالية،بل،صورة مؤرخة للحظةإبرام تعاقد ضمني شعبي وطني،مابين منجز رياضي عالمي،أنجزه أبطال حملتهم تلك الحافلة،والذين “تقاتلوا” وبلغة الإطار الوطني وليد الرگراگي من أجل الوطن،مع-تعاقد-شعب مجسد في ذلك الحضور غيرالمسبوق؛تعاقدعلى توطين الدرس الذي قدمه أسود الأطلس للعالم،هناك في قطر…
لقد جسدت تلك الحافلة، طبيعة الوطنية المغربية الحقيقية والمأمولة، فريق مجسد للتعدد و التنوع الثقافي والمناطقي والتاريخي والرمزي للوطن وسط شعب بنفس الطبيعة والأمل.
أن لايقف تأثير إنجاز أسود الأطلس عند حدود تداول الإعلام العالمي الكبير،والذي كان مدوياَ فعلاَ،وأن يتجاوز،   بالنتيجة،ماخلفه الأداء البطولي لأبطال الفريق الوطني المغربي في كأس العالم قطر2022، إلى البحث وتمحيص    و استخلاص وتحصيل عوامل فرادة الفريق الوطني المغربي، ودوره في هذه الدورة من كأس العالم مغاربياَوإفريقياَ عربياَ وعالم ثالثياَ؛وقد ركز الرأي العام العالمي على ثلاث تيمات (موضوعات) :
-القومية الكروية،إذ حرك الأداء المبهر لأسود الأطلس فوق المستطيل الأخضر رياح التاريخ، ويعود العالم لماضي الإستعمار وعالم المستعمرات،دفعت تلك  العودة،للقول أن المغرب أوجد قومية لعالم المستعمرات، وهو في الجوهر زلزال لمنظومة قيم الفيفا المنطلقة من ثنائية “الكبار والصغار” وأن فرق المستعمرات فرق مشاركة وليست منافسة،وأن نظلماتها للتنفيس فقط أمام شعوبها  على ضعفها.
– العدالة الكروية:أكد الرأي العام الرياضي العالمي أن الفريق الوطني المغربي فرض منطق العدالة الكروية،وبأداء خيالي،هزم بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، وجعلها تقر بقوة المغرب، وحتى فرنسا التي خسر معها أضطرت الإقرار أنها كانت في مواجهة فريق قوي،ويضيف أن المغرب أوجد المحفز الأقوى لدول الجنوب للسير على الطريق، وأكد أن الفيفا ستغير حتماَمنطقها.
-الفريق الإستثنائي: وهناك من المنابر العالمية المتابعة لأداء أسود الأطلس، من  قال أن الفريق المغربي فريق إستثنائي حاليا،ضمن مجموع الفرق المشاركة في كأس العالم قطر2022.
إن مرد وسبب هذا الزلزال الذي أحدثه أسود الأطلس عالميا، كونه – المغرب- قد أعاد صياغة قواعد الإشتباك الكروي على المستطيل الأخضر وخارجه،وأخرج أطراف مؤثرة  في عالم كرة القدم وبسياقات ماضيها الإستعملري من دائرة الحياد المزعوم وفرض مايمكن تسميته بأثمان العدالة  الكروية، وبالنتيجة العلاقة بين مركز مهيمن ومحيط مهيمن عليه.
ولأن قلوب وارجل حكيمي وزياش وسفيان لمرابط ومنير وبونو ورفاقهم من أولهم إلى آخرهم(بالترقيم طبعاَ)، قد أخرجوا وإلى الأبد، المغرب، شعباَ ووطناَ،من دائرة المشاركة المشرفة كأقصى طموح، ووضعه داخل دائرة صياغة القيم والمنجزات الكروية، فإن النتيجة أصبحت: الشعب والوطن هوالمعني  المباشر بتوطين إنجاز أبطال الفريق الوطني.
والتوطين هنا من زوايا أربع:
الأولى :إن الرجة الشعبيةالكبرى تفرض الإقدام على عقد مصالحة تاريخية بين الدولة و المجتمع،من أجل تجديد التعاقد بينهماوهو  المطلوب لتقدم وطنننا وتعزيز لاتجاه تبلور الوطنية المتجددةالمواطنة  التي ظهرت بجلاء في الإستقبال الشعبي والتفاعل المتحضر و المسؤول للمواطنات و المواطنين، و هو السلوك الذي سميته بالتعاقد الضمني٠،والذي يجب تثمينه و تشجيعه و تطويره.
الثاني:  يجب اعتبار أفراد الفريق الوطني بقيادة الإطار الوطني وليد الرگراگي،أبطالاَ، لأنهم قدموا درس الكفاءة كمقياس وحيد لاختيار ممثلي الوطن، وقد قدم الموجودون في “الدياسبورا” المثال.
الثالث:العمل على ترسيخ الحقوق و الحريات و على رأسها حرية الرأي و التعبير
فالشعب المغربي يمتلك طاقات هائلة ومتنوعة في العديد من المجالات،وهي تشكل فرصة ثمينة يجب استثمارها و فتح المجال أمامها ، خارج منطق الزبونية أو المحسوبية ، و كانطلاقةتعزيز وإسناد فعاليتها و مشاركتها في التنمية الشاملة و في المراتب الأمامية .

الرابع: المصلحة الوطنية التعزيزية للرجة التي طالت العقلية المغربية هي الإقدام من طرف الدولة على  خطوة،  للتفاعل مع هذاالتعاقد الضمني الشعبي  متمثلة في عقد مصالحة تاريخية مع الريف ومع الجهات المهمشة من الوطن وإطلاق سراح قيادة الحراك الشعبي بالريف و كل المعتقلين السياسيين و معتقلي الرأي و هي الخطوة المطلوبة، للتقدم في اتجاه بناء مغرب الحق و القانون و الكرامة و العدالة الاجتماعية والمناطقية والمواطنة الشاملة.
وقد باشرت البرلمانية و الأمينة العامة للحزب الإشتراكي ألموحد الدكتورة نبيلة منيب،طرح المناخ الفكري الذي يجب تسييده،وأمام مجلس النواب والمفروض أنه المشرع للشعب والوطن،قائلة:
” أ ـ انطلاقا من الاستثمارفي الشباب و حمايته من الضياع و توفير الشغل

ب ـ الحاجة إلى وطنية مواطنة لتحصين وطننا و ضمان سيادته و كرامة مواطناته و مواطنيه

ج ـ تحقيق مصالحة تاريخية و جبر الضرر مع أبنائنا  وجهاتنا المهمشة   مع إطلاق سراح معتقلي الريف و معتقلي الرأي
د ـ محاربة الفساد  و استغلال النفوذ و التقدم نحو استقلال و نزاهة القضاء و ربط كل مسؤولية بالمحاسبة

هذا ما سيجعلنا نستخلص الدرس و هذا ما سيؤهلنا لربح الرهانات”.

#محمد صلحيوي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى