ذ.محمد صلحيوي -ظرفية 2011-2022: الأعطاب الفكرية في لوحة اليسار المغربي.(9).
9-ظرفية 2011-2022:
الأعطاب الفكرية في لوحة اليسار المغربي.
نعم،تتشبث القوى المسماة وطنية وتقدميةويسارية بسرديةآحادية ومركزية لنضال الشعب المغربي، ومع ذلك،إمتلكت القوى “التقدمية واليسارية”نوعاَ من الوعي” بأهمية الديمقراطية السياسية في الصراع الطبقي، وامتلكت على أساس هذا الإدراك،أهمية التنظيم الحزبي والجماهيري،بمفهومها للمصطلح،المقابل عندها لمفهوم الشعب؛ فاحتلت الجماهيرية العددية، مركز الثقل في حركيتها التنظيمية،ولنا في تجربة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية و الكونفدرالية الديمقراطية للشغل المثال الاوضح.
لكن بتغييب العملية الفكريةوالثقافية؛ وبتضخيمها للبعد السياسي المرتكز على خطاب إيديولوجي سطحي مضبب وملتبس،فقدت القوة التنظيمية مكانتها الحقيقية كقوة خلاقة في منظور التغييرالديموقراطي،ما أعطانا على أرض الواقع مايسمى “بشتات الحركة الإتحادية”وتفريعات اليسار(مع تقدير التضحيات الجسام).
ولقد تمت محاربة النقد الجذري للتجربة، وتوريث ذلك الشتات الحنين الدائم لماضي الحركة الإتحادية والوطنية عموماً،ماأفقد ذلك “الشتات”داخل فيدرالية اليسار الديمقراطي النية و الإرادة والقدرة على مواكبة تطورات الحراك الشعبي المغربي السلمي والحضاري،” وتمترست وراء إندماج عددي؛ فاستحقت-بلفظ عبد السلام المودن-النقد الجذري من طرف حملة خط النضال الشعبي، النقد المؤمن وبعمق، بقوة الحركة الإجتماعية وقدرتها على”التجاوز” الفكري للمحافظة كاستبطان غير الواعي داخل اليسار المغربي وللتعالي على الشعب ودينامياته لدى بعض مكوناته.