وجهة نظر

ذ.محمد صلحيوي -ظرفية 2011-2022: الأعطاب الفكرية في لوحة اليسار المغربي.(10).

في مواجهة العقلية المركزية وباسبطانها الإقصائي،يؤكد  مفهوم الحراك الشعبي،باعتباره حركة إجتماعية،مطورة  للحركة الإحتجاجية، على البعد العقلاني أولا، وعلى مواكبة قيم عصر الحركة الإجتماعية الحديثة ثانيا.
وفي مواجهة فلسفة “الدكننة”(الدكاكين السياسية) الحزبية التي تتشبث بها أغلب القوى السياسية،وكل الأشكال ما قبل النضال الشعبي. يؤكد هذا الوعي الشعبي على  مشروع الوطنية المغربية المتجددة الجامعة لكل بنات وأبناءالوطن بتنوعه الثقافي وبكل أرصدته التاريخية وبكل رموزه، كمشروع مستقبلي للإنجاز،مشروع لم تمتلكه بعد نخب المغرب،وعلى حملة هذا  الوعي نمثله كرافعة للوحدة الوطنية وللتحول المواطناتي للتحديث والحداثة المجتمعية .
وفي مواجهة المتغيرات اللفظوية في الميدان السياسي ومن أمثلة ذلك رفض الإختيارات السائدة والقبول بها واقعياَ.
يؤكد هذا    الوعي على المتغيرات الواقعية التي فرضتها ديناميات الحركة الإجتماعية.
ولأن الموضوع  هنا  حول أعطاب اليسار، فإن الوعي الشعبي سيمضي أكثر في تحديد بعض خصائص العقلية المتكلسة في الميدان النظري والسياسي .
قد يقول قارئ أني اتجنى على الحقيقة في اعتمادي  تجارب الماضي مقياسا لتقييم الموقف من الإندماج الفوقي العددي ووصفه بالوعي الإقصائي .
لذلك،اضيف هنا أن هؤلاء”الإندماجيون العدديون”يشكلون استمرارا لنفس الأزمة أو العاهة التي لازمت تاريخ الحركة الوطنية وسلالاتها.ومن هنا بالذات تأتي أهمية نقد  فكرها الإقصائي، وذلك بكشف تشبثها بالسردية الأحادية،وكشفها على  على حقيقتها كوعي معيق للتطور وأدلجة لمنطق الفعل التقليدي والسياسي المكبل. سمتان  أساسيتان ثابتتان في منهجية هذا الفكر الماضوي،فهو يغيب :
1-الواقعية:بتنكره لدروس الحراك الشعبي.
2-العقلانية:بإعادة تكرار عتاد الثلاثينيات من القرن العشرين،المنطلق من التوجس في العلاقة مع كل المتخلفين مع إستراتيجية نخب المركز.
إنهماآساس أي خط فكري يدعي النضال من أجل التغيير. وبديهي أن غياب الواقعية الوطنية في التفاعل مع حمولة ظرفية 2011-2022،  وبتغييب ورفض طبيعة وتطورالظرفية العقلاني، وبذلك حضرت الذاتية في المواقف عند الإندماجيين العدديين وحضر واقع التكرارية للتجربة في وعي هذا الجزء من اليسار…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى