مجتمع

الكلمة التأبينية للفقيد المناضل الاستاذ محمد بنسعيد خلال مراسيم الدفن .

على هامش اللقاءات التأبينية للفقيد المجاهد المناضل الاستاذ محمد بنسعيد  التي ستنظم بربوع الوطن من طرف فروع الحزب الاشتراكي الموحد يوم 23 مارس 2024 ننشر الكلمة التأبينية للفقيد المناضل الاستاذ محمد بنسعيد خلال مراسيم الدفن .

أحبتنا ورفاقنا وأصدقائنا؛ ها نحن نودع الان رمزا شامخا من رموز الوطنية والكرامة والديمقراطية نودعه تراب هذه الأرض التي أدمن حبها ودافع بالغالي والنفيس عن استقلالها وناضل لصيانةوحدتها وكرامة مواطناتها ومواطنيها .
بقلوب خاشعة وعيون دامعة نودع اليوم رمزا استثنائيا من رموز وطننا ، رمزا استقطب محبة واحترام كافة شرائح المجتمع المغربي ، وتقدير مكوناته السياسية الوطنية بفضل تلك المصداقية الاصيلة التي ظل المناضل سي محمد بنسعيد يمثلها على امتداد حياة حافلة بالحركية والعطاء والبذل وإطلاق المبادرات منذ مرحلة الكفاح الوطني والمقاومة من أجل حرية الوطن واستقلاله ؛ إلى مراحل الدفاع المتعدد الاشكال والواجهات عن الديمقراطية والكرامة والعدالة والحرية والمساواة الفعلية .
نعم نودعك رفيقنا العزيز تراب وطن وفيته حقه من نضالك وكفاحك فكنت في كل خطوة من خطوات هذه المسيرة الحياتية الحافلة مصرا على تحقيق العزة والكرامة والديمقراطية مناضلا شامخا كبيرا مابدلت قناعاتك أبدا ولا قايضت موقفا بامتياز .
كنت عفيفا متعففا عن الصراعات الجانيبة أو الثانوية وعن الصغائر مهما كان مصدرها ..واجهت التضييق والتعسف والسجن والتعذيب والابعاد والاقصاء . واسترخصت – في سبيل أن ينعم الوطن بالديمقراطية – النفي إلى الجزائر ثم فرنسا وكنت في الموقعين فرنسا والجزائر صدرا رحبا وموئلا مضيافا للمناضلات والمناضلين من أبناء وطنك الفارين من البطش والاعتقال . ورجعت إلى وطنك بمنظمة العمل لتحمل المسؤوليات التاريخية من أجل دمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع، ومن أجل تجميع القوى الديمقراطية والتقدمية في الكتلة الديمقراطية لتغير موازين القوى لمصلحة الشعب والوطن.

وانخرطت في المؤسسات التمثيلية لتصدح من خلال منصات البرلمان بالحق ومحاربة تزوير الارادات الشعبية وفضح الممارسات الحاطة بحقوق الانسان حيث كنت الوحيد من تجرأ على الكشف عن محنة معتقلي تازمامارت في لحظة خاصة من تاريخ الوطن.غير ناس المعتقلات الاخرى . ولم تهدأ إلا وقد عبدت الطريق لوحدة اليسار المناضل ورعاية مشروعه واستثماره في الدفاع القوي والمستميت عن الحراكات الشعبية ودعمها بقوة ودون تردد.
فمن منا رفيقي لا يتذكر رسالتك التاريخية المشجعة لشباب حركة 20 فبراير المجيدة وحمايتها من البطش ذات يوم أحد من مارس 2011 أمام مقر الحزب بالبيضاء ، ونداءاتك المتكررة من دعم حراك الريف والدعوات المتوالية من أجل إطلاق سراح كافة المعتقلين ..
➢ من أجل هذه القيم اليسارية المناضلة والوطنية المتجددة ناضلت رفيقنا ليكون الوطن مستقلا فعال وعزيزا وكريما وديمقراطيا ينعم بكافة بناته وأبنائه. وفي هذ ا المسار النضالي الحافل يشهد لك الجميع بأنك لم تساوم أو تقايض مبادئك بنعيم الكراسي و إغراءات الامتيازات فكانت يدك دوما نا صعة البياض بل ظلت يدك دائما هي العليا إلى آخر رمق . وكنت في كل المراحل معارضا قويا للتقاليد البالية والمتجاوزة ومحاورا من اجل التغيير: عارضت السياسات وحاورت المؤسسات من اجل الوطن والكرامة والديمقراطية.
➢ من أجل الوطن ؛ من أجل الشعب؛ من أجل التغيير؛ من أجل الديمقراطية؛ من أجل الانصاف الثقافي
واللغوي لكل مكونات الشعب المغربي وتفاعلها المنتج؛ من أجل الفضاء المغاربي المتعاون والمتعاضد والامن؛ من أجل استقلال الشعوب وقضاياه المصيرية؛ وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي ظلت إلى آخر لحظة قضيتك الوطنية التي تشغل بالك باستمرار باحثا ومبادرا ومناديا بحشد الدعم للشعب الفلسطيني وحمايته ومناهضة التطبيع من العدو المحتل . وما كثرة التعازي والبرقيات التي تهاطلت علينا من المؤسسات والشخصيات الفلسطينية إلا دليل على هذا الارتباط .
➢ ومن أجل المواطنة الحقة كنت دوما وفي كل المراحل والمحطات في صف الشباب قوة التغيير و بنفس القوة الهادئة والاصرار الذي لا يلين والوضوح كنت تساند مطالب الحركة النسائية المغربية ليتحقق الانصاف و المساواة الفعلية . من أجل كل ذلك وغيره ناضلت وكافحت دون كلل أو ملل.
في بيتك وحياتك وحزبك كنت ديمقراطيا حتى النخاع ؛بحيث نشهد لك أن كنت المناضل المنضبط لقرارات الاغلبية والمصرف لها باجتهاد وذكاء حتى لو كنت في الاصل ضدها وكم هي المرات التي سجلت فيها هذا السلوك الديمقراطي لتعلمنا كيف يكون الانضباط وفي كل المؤسسات التي عملت بها بما فيها المركز الذي يحمل اسمك كنت تناقش المشاريع المستقبلية وتشجع المبادرات وتحترم الهياكل والمسؤوليات وكانت نظرتك مشرئبة دوما إلى الامام وإلى المستقبل .
بهذه المميزات الاصيلة التي لم يؤطرها اصطناع كنت رفيقي شامخا شموخ جبال الاطلس وكنت معطاء سخيا كشالالت أوزود وعميقا في الارض كشجرة الأركان الاصيلة .
وإلى حدود سنوات ماضية قليلة وقد تجاوزعمرك التسعين جبت العديد من المدن والمؤسسات لتتواصل مباشرة مع الشباب والطلبة وتحاضر عن الفرص الضائعة من أجل ألا تضيع فرص أخرى لتأهيل الوطن وكتبت النداءات والعرائض والرسائل المفتوحة وكانت القضية الفلسطينية دوما في صدر اهتماماتك إلى آخر أيام حياتك لكل هذا وغيره كثير كنت وستظل في ذاكرة شعبك وذاكرة رفيقاتك ورفاقك وفي ذاكرة المخلصات والمخلصين من أبناء وطنك مناضلا استثنائيا يعتز بك شعبك ووطنك. ولم تنزع أبدا إلى فرض رأي بسلطتك ووضعك الاعتباريين لذلك صاحبت التجارب الفتية واحتضنت القيادات النسائية وشجعت المبادرات الشابة بسلوك منفتح دوما على المستقبل.
فطوبى لك رفيقنا بهذا السمو والشموخ؛ وإن أ سرتك وحزبك ومركزك ليشهد لك انك كنت ديمقراطيا بامتياز. فنم قرير العين رفيقنا فإنا على دربك سائرون وملتزمون.
اصدق العزاء لزوجتك ورفيقة دربك ولا بنك البار عثمان وابنتك البارة هدى ولكافة افراد اسرتك ورفيقاتك ورفاقك واهلك واصدقائك ومحبيك وعموم الشعب المغربي الذي سيحفظك في سجل الكبار.
كلمة ألقاها الاستاذ اليوسفي عبد اللطيف خلال مراسيم الدفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى