وجهة نظر

27-التجديد الفكري بين التوطين والإجهاض..محمد صلحيوي

إن هذه العودة القوية لروح الإجتهادالفكري، وسط الحزب ومحيطه،في وضعه الراهن،المتسم بدخوله مرحلة مخاض معركة توطين التجديد ،هي التي أوصلت مناضلات ومناضلي الحزب الاشتراكي الموحد للإتفاق الجماعي والموحد على ان الحزب الإشتراكي ألموحد يسير،وبهدوء ودون ضجيج،صوب إحداث نقلةقطائعيةفكرية وسياسية مفصلية وتاريخيةفي مسيرة وتطور الحزب خاصة ، وفي مسيرة اليسار المغربي عامة؛لذلك،يتم التركيز التأكيدي غلى الطبيعة الفارقةالمؤسسة والمفصلية لظرفية 2011-2021 في تاريخ حزبنا ومساره الفكري والسياسي والتنظيمي على السواء .خصوصاً على مستوى مرجعيتنا الوطنيةواليسارية.
لقد كان انهيار جدار برلين في 9 نوفمبر 1989  مؤشراَ على انتهاء عهد الحرب الباردة وتحوّل الصراع الأيديولوجي العالمي من شكل إلى شكل آخر، و إنطلقت الحركة اليسارية العالمية في عملية مضنية في البحث في الجوانب الفكرية والفلسفية والثقافية لهذا التحول، ارتباطاً بالتغييرات الجيوسياسية والجيوثقافية التي طرأت على قراءة اليسار  لمحنته  وفي معضلته الراهنة، بما تركته من قلق وتيهان وحيرة في الكثير من الأحيان لدى اليساريين بمختلف مدارسهم واتجاهاتهم.
ولعلّ هذا القلق يفرض نفسه وهو المساعد على فهم معنى اليسار وأزمته.
فالأزمة لا تخص اليسار وحده، وإنما هي أزمة كونية وبنيوية ،وهي أزمة قراءة وفهم ورؤية وسلوك أيضاً، وبغض النظر عمّا آلت إليه أوضاع اليسار، فلا بدّ من الاعتراف أن حلم العدالة الدولية والاجتماعية بكل مستوياتها الطبقية والبيئية والمناطقية وعلى مستوى التوع، حسب كل دولة، ظلت هاجساً وحلماً عالمياً على مر العصور، كانت تجلياته  فلسفات وأفكار وأشعار وصراعات.
فنحن نشهد نهاية ما لا يقل عن ثلاثة عقود من الهيمنة الأمريكية والغربية على شؤون العالم العسكرية والاقتصادية ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
إن الذي يتشكل بديلاً عن ذلك هو اليسار البديل،الذي ينطلق من الحركة الإجتماعية أساساً لتصوراته البديلة،وهوالمتجاوز لمركزية الطبقة إلى مركزية الحركة الإجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى