ثقافة و فن

طفيليات العبث السوليمائي فاحت رائحتها النثنة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.

هشام الودغيري

كنت نبهت سابقا إلى تدني مستوى أطروحات (أكاديمية) تجري ب”كلية اللغات والآداب والفنون بالقنيطرة”. وتوزع هكذا درجات “علمية” على كل راغب ة/طالب ة لدبلوم مقابل غرض في نفس المانح ة، أو شيعة لحامل ة مصباح سياسي.

الآن مع هاذا الخبر، بلغ السيل الزبى.
كيف يعقل تقديم أطروحة ونيل دبلوم دكتوراة يساق فيها باب حول شريط قصير لم يُشاهد جماهيريا، ولم يَعرف أدنى إعتراف مهني أو نقدي معتبر يذكر، سواء وطنيا، أو قطريا، أو (جدلا) دوليا. (لا أعترف بمهيرجانات المجاملات وجمعيات رأس الدرب). (إنظر الصورة 1).
وإلا، فأسوأ شريط قصير قام به نور الدين الخماري (مثلا) يستحق أطاروحات وبحوث ومؤلفات … ودبلومات.
وما بالك ومخرجه لم يعرف إسمه تكريسا مهنيا او فنيا وازنا يُذكر، لا بالمغرب ولا بخارجه.

والمفارقة الكبرى هي موضوع “الأطروحة” : “حفريات الخطاب الصوفي، من جدل الماورائيات إلى التجلي في السينما والنص المسرح” (انظر الصورة 2)، وهو غير العنوان الوارد بتدوينة “المخرج” إياه “تجليات البعد الصوفي”. وأدعوكم م للتمعن في العنوان الطويل العريض الصعب المنال،حفريا وخطابا وتصوفا، فما بالكم ن بإسقاط ذلك على السينما والمسرح معا، وهما فنان متابعدان أسلوبا وتقنية وخطابا.
هذا، دون الدخول في موضوع الفكر الصوفي من حيث تشعبه دينيا وممارسة ومنهاجا. والتساؤل عندي هنا هو حول مدى إستنفاذ مواضيع التصوف وأقطابه بربوع المملكة المغربية الشريفة من طرف القائمين على سلك الدكتوراه بجامعة إبن طفيل، ولم يتبقى لهم سبيلا إلا طرق باب السوليما والمسرح المغربيبن، على تباعد منجزهما الصناعي والفني، عدديا وقيمة!

🖍️وعليه أطرح عدة أسئلة :
– ألا توجد بالكلية المذكورة أعلاه هيئة تدريس تحافظ على سمعة ومستوى مؤسستها العلمية؟؟؟
– أو ليس بتلك الكلية هي حاضنة ل”الجمعية المغربية للبحث الأكاديمي في السينما”، وتضم أساتذة (إناثا وذكورا) يدعون البحث والنقد السينمائي الأكاديمي (من بينهم من هو عار على التدريس الجامعي والنقد السينمائي)، وكان من الأحرى إستشارتها في الموضوع ؟؟؟

– ألا توجد بوزارة التعليم العالي المغربية (الوصية) هيئة تشرف على مسارات الدبلومات بالجامعات والكليات والمؤسسات الأكاديمية العمومية المغربية، ومراقبة مستواها موضوعاتيا وأهمية علمية؟؟؟ أين هي “الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي”، المؤطَّرة بقانون رقم 12-80، مما يجري بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة؟؟؟

– ألا يوجد بالمغرب أساتذة شرفاء يحمون الهيكل (السائر في التقهقر والتهالك) من مثل هذه الطفيليات التي إنتشرت ببعض الجامعات والكليات والمعاهد العمومية، خاصة بتطوان وبني ملال والقنيطرة؟؟؟

🖍️وفي حديث آخر :
وحتى لا اُُُتهم بالنقد الغير ذي أساس، أدعو كل من بحوزته الشريط والأطروحة تزويدي بهما (مشكورا) قصد دراستهما، وإن تبين لي خطئي، سأقدم إعتذارا رسميا لصاحبة الأطروحة ولصاحب الشريط وللكلية وهيأتها العلمية. فجَل من لا يخطء التقدير.

وهذا طبعا صورة مخجلة من واقع حال مُزري، وليس تقليصا وتحقيرا من قيمة أي شخص ذاتي أو معنوي له أجر الاجتهاد مهما كان ضُعفه العلمي والفني والتربوي.

📎وللمعلومة، فصاحبة الأطروحة كان لها مسار بحثي في طور الدكتوراه تخصص مقاصد الشريعة الإسلامية (انظر الصورة 3) كما هو حال تخصص الأستاذة المشرفة على هذه الأطروحة والذي هو “الدراسات الإسلامية” (انظر الصورة 4).
📌ناهيك عن حضور الأستاذ لمحارزي ضمن فريق لجنة المناقشة (إنظر الصورة 2)، والأمر الذي يتنافى والمصداقية والموضوعية العلمية وأخلاقيات البحث (شريطه موضوع شق/باب من البحث، حسب تدوينته)، وهو أمر معيب مهنيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى