اخبار دولية

صفقة التبادل و وقف إطلاق النار مقابل عدم رد إيران و محور المقاومة

تسارع الولايات المتحدة الزمن من أجل عودة المفاوضات لعقد صفقة التبادل، حيث تحركت ٱلتها الدبلوماسية بشكل كبير في الشرق الاوسط مباشرة بعد اغتيال هنية بإيران و تهديد هذه الاخيرة برد قاس و مؤلم، و قد انتهت أمس الخميس 08 غشت الجاري المشاورات الثلاثية بين الولايات المتحدة و قطر و مصر بإعلان ثلاثي يدعو فيه الطرفين إلى العودة لطاولة المفاوضات و التوصل لاتفاق ينهي كما أسماه الإعلان معاناة شعب غزة و المختطفين و عائلاتهم، و بلغة البيان يتضح بشكل كبير الضغط الامريكي الذي مورس في المحادثات مع مصر و قطر حيث نلمس في عبارات الإعلان المساواة بين الضحية و الجلاد. فحينما نتحدث عن معاناة أهل غزة و مساواتهم مع المختطفين و عائلاتهم دون الحديث عن الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال فهذا مؤشر على أن الولايات المتحدة ترسل إشارات لإسرائيل بأن دخولها للمفاوضات لن يكون من موقف ضعف، و هذا ما دفع هذه الأخيرة إلى الموافقة على حضور هاته المفاوضات، حيث اعلن مكتب نتنياهو اليوم أن وفد مفاوض سيحضر يوم 15 غشت الجاري إلى أي مكان سيتم تحديده. بطبيعة الحال الضغط الأمريكي لاستئناف المفاوضات لم يأت من إحساسها بمعاناة الشعب الفلسطيني جراء حرب الإبادة التي يتعرض لها، بل في محاولة لثني إيران و محور المقاومة من تنفيذ وعيده بالرد القاسي على الكيان الصهيوني، جراء اغتيال هنية في إيران و فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية بلبنان و ضرب ميناء الحديدة باليمن، في رسالة واضحة بأنه إن تم تنفيذ هذا الوعد فقد تذهب اسرائيل إلى حرب موسعة و تضيع مع هذا صفقة قد تنهي معاناة الشعب الفلسطيني، و هي بذلك تضع محور المقاومة في حرج كبير و تردد في تنفيذ وعيده، الولايات المتحدة تعلم جيدا تأثير التوصل لقرار بوقف الحرب في غزة على محور المقاومة، لهذا قامت ببدل جهد كبير لعودة المفاوضات بشكل سريع و ضغطت على الجميع بما فيهم نتنياهو الذي كان يعرقل سابقا أي اتفاق لوقف إطلاق النار و الذي يمكن أن يعصف بحكومته و يوصله للسجن بسبب الدعاوى القضائية المرفوعة ضده في الداخل الإسرائيلي. لهذا فالمفاوضات ستترك للولايات المتحدة الوقت لإيجاد صيغ لتليين الموقف الإيراني و محور المقاومة في مسألة الرد، و ربما الاتفاق على ضربة محدودة مقابل صفقة لوقف إطلاق النار في غزة و تبادل الأسرى، و هي الصفقة التي قد ترى النور في الاسابيع المقبلة، لأن هناك عدة مؤشرات على ذلك، أولها عودة شعبية نتنياهو في إسرائيل ففي استطلاع للرأي بعد عملية الاغتيالات و ضرب ميناء الحديدة تصدر هذا الأخير المشهد ب 42 في المئة أمام غريمه غانتس الذي حصل على 40 في المئة في تطور مفاجيء حيث ظل غانتس يتقدم على نتنياهو منذ أشهر، و هذا الأمر قد يطمئن نتنياهو على مستقبله السياسي حتى لو قبل بعقد صفقة مقابل عدم رد إيران و حلفاءها. و المؤشر الثاني هو عملية الاغتيالات و التي قامت بها إسرائيل مباشرة بعد عودة نتنياهو من الولايات المتحدة و خطابه أمام الكونغرس، و التي كما قلت في مقالة سابقة أن هذه العمليات تم التخطيط لها داخل الولايات المتحدة، حيث توصلت الإدارة الأمريكية إلى قناعة أن إسرائيل لن تربح الحرب في غزة و لن تحقق أهدافها مهما طالت هذه الحرب، لكن في المقابل ستضعف إسرائيل و تستنزف خصوصا أمام الإسناد الذي تتلقاه المقاومة من محور لبنان و اليمن، و كذا التضرر الكبير لصورة إسرائيل أمام المجتمع الدولي، لهذا فقد ارتأت الولايات المتحدة أن تلجأ إسرائيل لعمليات نوعية لها أثر في الداخل الإسرائيلي و يتم اعتبارها نصر لإسرائيل بديل عن الحرب داخل غزة. و بالفعل فعمليات الاغتيالات خلفت صدى جيد داخل إسرائيل و هو كما قلت، ما زاد من شعبية نتنياهو. لهذا فثمن قتل هنية و فؤاد شكر سيكون هو صفقة لوقف إطلاق نار دائم في غزة و تبادل الأسرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى