وجهة نظر

هكذا تكلمت الحكيمة سارة سوجار

“غرتنا منصات التواصل الاجتماعي …سممتنا الكاميرات و الصور ….أصبحنا كلنا مشاهير ..كل منا بطل لدى عشيرته، متتبعيه، ومناصريه …..

أصبح من السهل علينا أن نجيش ..وأن نستأسد على من يخالفنا الرأي و الموقف …بعدد جيماتنا و جادوغاتنا…..

نسينا أو تناسينا لوهلة أن ماكنا نريده من هذه المنصات هو مساعدتنا على تعرية الحقيقة ..على منحنا الكلمة …و على التعبئة من أجل التغيير …و من أجل حفظ كرامتنا و كرامة هذا الوطن….

النضال أنبل اختيار قد يختاره الإنسان …نبيل …لأنه يجعل الإنسان يضحي بوقته، بمصلحته، و أحيانا بحريته …
نبيل …لأن الإنسان يفضل مصلحة الآخرين على مصلحته …و أحيانا يمكن أن يمحو مصلحته الخاصة كي تعيش المصلحة المشتركة و العامة ….لذلك يستحق المناضلون.ات كل الاحترام و التقدير …حتى لو أخطأوا التقدير …حتى لو اختلفوا في الموقف ..و.حتى لو اختاروا التراجع و الصمت ….

النضال ليس فقط كتابة جملة ، حضور وقفة ..أو تصريح صحفي …كل هذه الآليات مفيدة … لكن النضال الحقيقي هو إرتباط يومي و مستمر بأصحاب الحقوق …و هذا الارتباط ليس الوصاية عليهم .. بل النضال إلى جانبهم .. معهم ..و بينهم ….وذلك أمر صعب …مرهق …و متعب …لذلك عندما نجد مناضلات و مناضلين يشتغلون بتفان و دون رياء ، لا يجب أن نطعنهم ، أو نغدرهم ، أو نشوه سمعتهم ….

إن خانتك الشجاعة يوما …لا تهجم على من قاوم مناخ الظلم و القهرة ورمى بنفسه للتهلكة…..
إن لم تكن جزءا من تاريخ نضالي ماضي أو قريب لهذا البلد.. لا تطعن في الذين ظلوا حاضرين.ات و مثابرين.ات بقول الحقيقة وقت القمع و الاستبداد ..

إن لم تستطع أن تواكب سرعة النضالات و مد الحراكات في وقت ما …لا تعرقل من ضحى بنفسه و سمعته و حياته من أجل ذلك …و لا تحاول أن تظهر من ظلوا جزءا من ديناميات المجتمع انهم انتهازيون أو أرادوا الركوب على ذلك…فقط لأن ظروفك لم تسمح لك بالانخراط حينها … أو لأنك أخلفت الموعد. …

إن لم تستطع أن تصلح بين مناضلين نقيين …و تجعل الاختلاف بينهما صحيا و ناضجا …فلا تؤجج الحقد و السم و الرداءة في اوساط ينتظر منها فعل الكثير …

إن لم تتفق مع أحدهم .. أو لم يعجبك أسلوبه …ناقشه بشرف …خالفه رأيه …لكن لا تطعن في شرفه،شخصه،و في سمعته …. ..
لا تتهم أحدا دون دليل …لا تسيء لسمعة أحد ….و لا تلمس شرف أحدهم ….ناقش بالعلم و المعرفة …لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح….

لا تزايد على أحد فأنت لا تعلم من هو الأصدق…الأنبل …و الأكثر صمودا ….إصلاحيا، معتدلا …أو راديكاليا كان ….

الاعتراف بما يفعله مناضلونا و مناضلاتنا جزء من نبل النضال أيضا …
لنا اليوم مناضلون.ات معروفون.ات و غير معروفين.ات …أسماء …رموز …تشرفنا داخل المغرب و خارجه …واجب علينا أن نشكرهم.هن …نحترمه.هن ….لأنهم.هن تاريخنا ….ذاكرتنا …قوتنا..و شرفنا ….

…تذكر دائما أنه لاشيء يجبر شخصا أن يخوض تجربة النضال .. أن يتضامن معك …أو أن ينخرط في معركتك قبل معركته …إنه فقط ضميره …قناعته…و اقتناعه بعدالة قضيتك و قضيته …

تسلح بالذكاء كي تفهم أن من هم.ن ضدك لا يخفون ذلك.. فهم إما يواجهونك أو صمتوا منذ وقت طويل …أما من بقي مستميتا معك بوجه مكشوف كيفما كان رأيه .. خطابه …أسلوبه …فهو حليفك و ربما حصنك المنيع أيضا .

أحيانا أن تصمت …خير لك من أن تلوث بيئة خلقت لنبل قضية ….و ينتظر منها مظلومون و مظلومات الكثير و الكثير …
..
هذه ليست دروسا لأحد …فأنا أيضا تسممت بهذا الواقع البئيس …و نخرتني قيمه البالية ….
إنها فقط خطوط أكتبها …كي أتذكرها …و كي أفهم لماذا أفرح كلما حللت مشكلة …كلما انفرج واقع …كلما انتهت أزمة…و كلما رأيت ابتسامة أم معتقل …

النضال تمرين صعب .. و امتحان لا يسهل علينا جميعا تجاوزه …و لأننا إنسان سنخطئ ….سنسيء لأحدهم ….سنتأثر بالشر …ستسود قلوبنا أحيانا…و ستطغى الأنانية علينا أحيانا أخرى … لكن المشكل ليس في الخطأ … المشكل أن نظن أننا المثاليون و الأبرياء دائما و أن الآخرين هم المخطئون ….

صحيح أن المناضل.ة ليس نبيا…لكنه بطل.ة …فقط لأنه اختار أن يجاهد في نفسه …و ألا يصمت عن الظلم و القهر و الحكرة ….كيفما كان موقعه…لغته….أسلوبه…و كيفما كانت أخطاؤه وتقديراته.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى