توضيح هام لأسرار موقف المتأيرنين المغاربة_ذ.عبد الرزاق وورقية

بقلم عبد الرزاق أورقية، أستاذ باحث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس
تحول زعماء #الحركات_الدينية_السياسية_المغربية إلى #متأيرنين خُلَّص وأبواق تعبوية #للمشروع_الصفوي الرافضي، فبعضهم يشيد بإيران ويعتبرها #محور_المقاومة، وبعضهم يفتي أهل السنة بوجوب شكر إيران وبالجهاد تحت رايتها، وبعضهم يذكرنا بثورة الخميني ويصفها بالمجيدة، وبعضهم يصف مجرد المناقشة في مكائد الروافض أنها فتنة…
ونسي القوم اتفاق العلماء الراسخين على أن الروافض ( المكفرين للصحابة ولأمهات المؤمنين والقائلين بتحريف القرآن والعصمة وبوجوب قتل المسلمين المخالفين)… أنهم خارج ملة الإسلام، فهل حذف هؤلاء الروافض هذه النواقض العقدية من أصول إيمانهم، حتى يتم إدماجهم في مجتمع المسلمين؟
كما نسي القوم أيضا مجازر الباطنية بحق المسلمين التي أودت بملايين المؤمنين الأبرياء… في العصور القديمة والحديثة والمعاصرة…
كما نسي القوم احتلال الروافض إلى ساعتنا هذه خمس دول للمسلمين تشكل في مساحتها قارة أكبر من أوروبا، وتفوق عشرين مرة مساحة فلسطين التاريخية كاملة…
كما نسي القوم المجازر القريبة العهد في بلاد الشام التي أزهقت أرواح الملايين من الأطفال والنساء عن طريق الكيماوي والبراميل المتفجرة…
كما نسي القوم تفجير الروافض لمساجد المسلمين التاريخية كالمسجد الأموي ومسجد عمر بن العزيز…
وقد نسي القوم أو تناسوا جميع جرائم الصفويين، وأرادوا تنظيف آثارها النتنة بما يحسبونه منقبة (محرقة غزة)، لا والله هي أيضا جريمة نكراء تضاف إلى سجلهم الأسود، فالصفويون لأجل مصالحهم ومشروعهم الكبير الذي منه الحصول على السلاح النووي، ومنه إسقاط الدول السنية… أمروا متأيرنة غزة فقاموا بما قاموا به وبعد ذلك خذلوهم خذلانا مبينا، فكانت المحرقة البشعة التي يشيب لها الولدان… وعندئذ بدؤوا في البيع والشراء والتفاوض حول ملفهم النووي مستعملين أشلاء أطفال غزة ودمائهم…
إن الأهواء السياسية للزعماء الحركيين العرب والمغاربة المحسوبين على أهل السنة أعمتهم عن رؤية حقيقة #الفرق_الباطنية ومشروعها التخريبي…
لو كان الدين الخالص هو غايتهم ومقصدهم لكان حرصهم على الضوابط والمقاصد الشرعية في جميع ما يصدر عنهم من قول أو فعل.
ولو كانت أرواح المسلمين تهمهم لحرصوا على حقن الدماء وحفظ الأمن وتجنب الفوضى والتسبب في حروب غير متكافئة التي لم يجن منها المسلمون إلا ملايين الضحايا الأبرياء، فلم ينتبه هؤلاء القوم للقاعدة الفقهية: المتسبب في القتل عمدا كالقاتل….
لو كان همهم مصالح أوطانهم لدافعوا عنها ضد الأعداء ومن أخطرهم أصحاب المشروع الصفوي التوسعي، الذي منذ ثمانينات القرن الماضي وهو يتوسع ويلتهم المزيد من دول المسلمين بحجة فلسطين والأقصى، وينشر فيها مليشيات الإرهاب والقتل والإبادة الطائفية ولا يحترم نفوسا ولا أعراضا معصومة…
مع أنه ثبت عقديا وسياسيا، في كتب الصفويين وفي خطاباتهم وتصرفاتهم على مدى عقود أنه ليس غرضهم تحرير فلسطين ولا استرجاع الأقصى… بل المسجد الأقصى عندهم لا يوجد فوق الأرض أصلا، وإنما الأقصى الموجود الآن بناه عمر بن الخطاب، أقول: رضي الله عنه، وهو عندهم ملعون، فهل يرى زعماء الحركات الإخوانية أن الصفويين سيحررون مسجد عمر رضي الله عنه وهم منعوا إقامة مسجد واحد للسنة في عاصمتهم…ما هذا الوهم؟؟؟؟؟
بناء على هذا وغيره كثير لم أجد مخرجا حسنا واحدا لزعماء الإخوان المسلمين في دفاعهم عن الصفويين، مما أصبحت الحقيقة واضحة وهي أن جميع الحركات المسماة إسلامية: منخرطة في مشروع الولي الفقيه فمنهم من بايعه ومنهم من ينسق مع حرسه الثوري ويتلقى تعليمات محددة ويأمر بها أتباعه وذبابه الإلكتروني لتردادها ونشرها خدمة للمشروع الصفوي.
نعم هذه هي الحقيقة المسكوت عنها.
لكن السؤال العريض الذي يبقى عالقا بعد هذا التوضيح، مفاده: ما هو الثمن أو المصلحة التي ستكون من نصيب هذه الحركات من الصفويين؟؟؟؟
الإجابة واضحة أيضا، ولا داعي لتطويل الطريق في الكشف عنها: فمن يقرأ أدبيات هذه الحركات سيجد أن هدفها الأساس هو الإطاحة بأنظمة الدول السنية وإقامة دول “إسلامية” في نظرها، وهنا مربط الفرس، حيث التعاقد قديم بين الخميني والإخوان المسلمين بموجبه يتم دعم الإخوان للوصول إلى السلطة في بلدانهم مقابل الولاء للولي الفقيه والانخراط في مشروعه الصفوي.
المصيبة أن جميع الدول السنية التي تم إسقاطها، والتي كان الصفويون قد وعدوا الإخوان باستلام السلطة فيها، انقلبوا عليهم وألقوا بهم في السجون ومزقوهم أيما ممزق…ولا يفسر هذا الغدر إلا أن الإخوان لم يفوا بشرط الولاء وتلقي التعليمات… وهذا الأمر ينطبق على عدة دول سقطت في يد #المحتل_الإيراني وعلى غزة نفسها حيث تفيد الكثير من المعلومات المسربة أن جناح خامنائي في حماس قام بتصفيات لجناح السنة فيها، وفي هذا السياق يفهم اغتيال زعيم حماس مؤخرا… حتى أصبحت الآن حماس صفوية محضة بعد استبعاد آخر القيادات المحسوبة على أهل السنة.
ومازال زعماء الحركات الدينية السياسية في السياق السني يحاولون تبرير تأخر الرد الصفوي، لأتباعهم خشية التشكيك في مواقفهم… ويوردون في ذلك التبرير صنوفا من الأوهام والحماقات، التي لا يمكن أن تقنع أحدا، لكن سلطة هؤلاء الزعماء على القطيع قوية، بحيث لو أمروهم بالانتحار لأجلهم لفعلوا، فما بالك بمخالفتهم.
هذا غيض من فيض كما وعدت سابقا وفاء لواجب الكشف عن أعداء الثوابت الدينية والوطنية وفضح مخططاتهم وأبعادها. والحديث يُتبع… إن شاء الله.