حصيلة أرقام المركز السينمائي المغربي لسنة 2023، حَصْلَة تائهة بدون معايير مهنية.

هشام الودغيري
إجمالا، الحصيلة غير صالحة لاستنتاج عملي ودقيق، فهي من حيث زمن صدورها (مؤرخة بابريل 2024, ومنشورة ب12 غشت 2024) وهي تحمل أرقام إحصائيات 2023، لا تفيد عمليا (بعد مرور ثلثي سنة 2024؟!) تجميع وتبيان أيتها فكرة مضبوطة وعملية عن مثلا :
ـ لا يمكن معرفة مداخيل فيلم معين وقد عرض أيضا في 2024،
– إستحالة عد القاعات النشطة وقد دخلت في العملية مشروع “س” الخاص بالقاعات العمومية (أو ليس بوزير القطاع من يَعُدُّها قاعات سينمائية؟!)،
ـ عدم إرتكاز المداخيل (شباك التذاكر) تبعا للعرف الدولي الذي يقدم إحصائيات الأسبوع الأول من بداية عرض أي شريط (محليا ودوليا، إضافة إلى غياب إحصائيات عن مداخيل الأفلام المغربية بالخارج، فكم من فيلم مغربي عُرض مثلا بفرنسا ولا توجد إحصائيات عن مداخيله هناك)، ثم الإحصائيات الأسبوعية تِباعا إلى غاية سحب توزيعه من القاعات،
– تسجيل غياب أرقام عدد جمهور التأشيرات الثقافية سواء بالنسبة للمهرجانات المدعومة أو غير المدعومة بما فيها أنشطة السفارات،
-ناهيك عن كون هذه الحصيلة تفتقد لتقرير أدبي تحلل فيه المعطيات الواردة، وتصاغ فيه سياسة المركز ورؤيته وتوجهاته المستقبلية بناء على الأرقام المقدمة، كما هو جاري به العمل في كل تقارير المؤسسات العمومية التي تحترم نفسها،
– غياب تفصيل حصة كل الأطراف (منتج، موزع، مستغل قاعة) حتى تُوضَّح الصورة أمام الجمهور والمتتبع وخاصة المستثمر الراغب في ولوج الإنتاج السينمائي،
– أرقام تمويلات الانتاجات الأجنبية لا تفيد صافي الاستثمار الداخلي، وحجم القيمة المضافة، ونوعيتها على حسب إختصاص مقدمي الخدمات، وكذلك عدد الشغيلة المباشرة والغير مباشرة للعملية،
– وأين هي حصة الأشرطة القصيرة (المدعمة والمستقلة) في هذه الحصيلة خصوصا تميزها (على نسبية قيمة الشرائط ووزن المهرجانات المشاركة بها) على مستوى الجوائز محليا ودوليا؟!
وفي الأخير، يمكن الجزم بعدم الأخذ بعين الاعتبار بهذه الأرقام مادامت صادرة في غياب مُصادقة هيئة أو جهة أو مكتب محاسبة وتدقيق محايِد عن الإدارة الرسمية ومعترف به رسميا ومهنيا (كما هو الحال مثلا ببورصة القيم).
🖍️وفي حديث آخر :
رقمين مهمين ذُكرا بالحصيلة لهما أكثر من دلالة، ووجب الوقوف عندها لعلاقتهما بالانتاج الوطني (هاذا ما يهمني).
1) رقم حصول شريط “ضاضوس” (بداية عرضه كانت ب09 فبراير 2023) على أعلى درجة بشباك التذاكر المغربي ب164.934 بطاقة، متجاوزا بذلك حتى أفلام هوليود “باربي” مثلا، وهو رقم مُفْرح ومغري ومحفز (نسبيا)، لكنه يضع عدة علامات إستفهام وتعجب حول مصداقية الأرقام (في غياب تدقيق محاسباتي من طرف مكتب معتمد ومحايد، ومقارنة مع أفلام عُرضت في تواريخ مختلفة ولاحقا فيما بعده، كمثلا “مطلقات الدار البيضاء” والذي إحتل المرتبة 7 السابعة مغربيا ب16.282 بطاقة، في حين لم يُطرح في القاعات إلى إبتداء من 29 نونبر 2023، وبالتالي لا تجوب قطعا تصنيفات المركز حول مراكز سُلم المداخيل.
هذا المعطى أيضا، يضع تساؤلي السينيفيلي الكبير في الواجهة بخصوص شريط “ضاضوس”، نظرا لضعف مستواه الفني والتقني، والذي يكاد يكون شريطا تلفزيا هاويا، هل هاذا ما يريد الجمهور؟؟ أم، هاذا ما وَفَّرته الظروف الإنتاجية والمناخ الثقافي العام؟؟ (بالمناسبة، مبروك للمخرج على سيارة أودي الجديدة 🤗، بعد الأزمة المالية التي عاناها مع إنتاج فيلمه الأول هاذا).
2) من الذي حشر شريط “المسيرة” للمخرج مستشار وزير القطاع في حصيلة 2023، وهو إنتاج سنة 2016🤣 (إضافة إلى أفلام أخرى قديمة)؟! والغريب في الأمر هو إحتلاله للمركز الأخير بلائحة الأفلام المغربية ب10 عشرة بطاقات دخول، هل في يوم، أو اسبوع أو سنة؟؟؟!!!
🖍️ وأخيرا، لابد من تذكير، وتذكير، وتذكير، وتذكير، وتذكير، وإعادة تذكير القائمين على شان “المركز السينمائي المغربي” بتماديهم المَعيب والغير مُبرَّر في عدم إعمالهم، وضربهم بعرض الحائط، للفصل 5 الخامس من دستور المملكة المغربية، الذي يؤكد ويسطر ويلزم على : “تظل العربية اللغة الرسمية للدولة”، وذلك من حيث عدم إصدارهم للحصيلة السينمائية برسم سنة 2023 باللغة العربية، فالنسخة العربية لموقع المركز لا توفر ذلك بتاتا ومقارنة مع السنوات الماضية. (إنظر الصورة المرفقة).