مجتمع

“جمعية مبادرات لتكريس ركائز الدولة الاجتماعية” وزلات لسانها في عز حملة تحسيسية ضد الهجرة

كثير من أمثالنا الشعبية يحتفظ بمغزاه لمدة أطول مثل هذا: بغى يكحلها الساعة عماها. ينطبق هذا المثل على أكبر لافتات جمعية “مبادرات لتكريس ركائز الدولة الاجتماعية” المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي والمعروضة في شوارع عواصمنا الثلاثة: السياسية والاقتصادية والعلمية، في إطار الحملة التي تقوم بها الجمعية المذكورة أعلاه كرد فعل على ما جرى مؤخرا بالفنيدق.
من الناحية الإيقونية، تبدو الأمور عادية. فلا ضير في تصوير أسرة فتية تتكون من أم شابة متحجبة وأب في نفس العمر تقريبا وطفل في سن التمدرس. وطبيعي جدا أن يظهر الثلاثة وهم ينظرون إلى الأفق يتطلعون إلى مستقبلهم. ولا شيء يقال عن حضور العلم الوطني في ثلاثة مواضع من مساحة اللافتة الكبيرة وباشكال مختلفة.
لكن المثير للتساؤل والاستغراب حقا هو العبارات التي تتخلل مساحة اللافتة. فانطلاقا من مضامينها، يتساءل القارئ اللبيب: أين غابت فطنة المسؤولين الذين سمحوا بنشر هذه الكلمات التي عوض ان تعبر عن أفكار معقولة وبناءة، إذا بها تظهر كزلات لسان فالتة من رقابة الأنا الأعلى وتفضح المسكوت عنه كما علمنا التحليل النفسي.
لنأخذ واحدة من تلك العبارات كنموذج: “وطنك فوق كل شيء.. الفساد والبطالة ماشي سبب باش تهرب”. الوطن على راسنا وعينا، ولكن هذا الوطن، كما تعترف هذه العبارة، يئن تحت الفساد والبطالة. فكيف السبيل لإقناع المغاربة الذين يحاولون الهروب من البلاد بالبقاء مع الاعتراف لهم بتينك الٱفتبن القاتلتين؟ أليس الأمر يتعلق هنا بإعطاء جرعة زائدة من التيئيس لمن هم يائسون أصلا؟ نكتفي بهذا القدر مما تحمله تلك الجملة من أوجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى