أخبار وطنية

ماذا استفاد طلبة ومدرسو اللغة الفرنسية في المغرب من المنظمة الفرنكوفونية؟

أحمد رباص

استضافت فرنسا، في نهاية الأسبوع الذي ودعناه للتو، القمة الفرنكوفونية الـ19، التي انطلقت أشغالها يوم الجمعة في المدينة الدولية للغة الفرنسية في شاتو دو فيليرز-كوتيريه (شمال باريس) واستمرت في اليوم التالي في القصر الكبير بباريس تحت شعار “الابتكار والإبداع وريادة الأعمال باللغة الفرنسية”.
من الحكومة المغربية على الخصوص، سافر إلى فرنسا للمشاركة في هذا المحفل الدولي رئيسها عزيز أخنوش ووزيرها في قطاعات الشباب والثقافة والاتصال، بالإضافة إلى وزير التعليم العالي عبد اللطيف ميراوي.
والجدير بالذكر أن الوزير الثاني شارك في الندوة الوزارية التحضيرية للقمة والتي انعقدت يوم الخميس بباريس. في حين أن الأول أدلى بمداخلة ضمن حلقة نقاشية في اليوم الثاني من زمنية القمة تمحورت حول “الابتكار وريادة الأعمال من أجل تشغيل الشباب”.
انسجاما مع استراتيجية المنظمة الدولية للفرانكفونية الهادفة لأن تصبح منظمة ذات رسالة اقتصادية، ذكر وزير الشباب والثقافة والاتصال بدعم بلاده لتعليم الشباب الناطقين بالفرنسية وإمكانية توظيفهم وتنقلهم، مؤكدا أن مستقبلهم يمثل أولوية، وداعيا، من هذا المنطلق، إلى إدراج تدريس ريادة الأعمال في المناهج الدراسية.
وبالمثل، قال أخنوش: “المغرب، وهو عضو في المنظمة الدولية للفرنكوفونية منذ عام 1981، يتقاسم القيم التي تمثلها هذه المنظمة مثل: التنوع الثقافي والتعدد اللغوي. وهي القيم التي يعمل المغرب على تعزيزها في مختلف المجالات، أبرزها برامج التعليم وتشغيل الشباب”.
بمجرد مقارنة بسيطة وعابرة بين خطاب الوزيرين وما يوجد على أرض الواقع، نجد أن الأهداف التي تحدثا عنها في إطار تشغيل الشباب وتعليم اللغة الفرنسية ليست سوى وعود لا حظ لها في التحقق لسبب وحيد وهو أنها صدرت عن قياديين لحزبين شكل مع حزب ثالث أغلبية حكومية شهد الجميع تنكرها لوعود بإيجاد مناصب شغل للعاطلين وزعتها مكوناتها ذات اليمين وذات الشمال أثناء الحملة الممهدة لانتخابات ثامن شتنبر 2021.
لكن الواقع الحقيقي هو ما نشرته المندوبية السامية للتخطيط (مؤسسة عمومية تهتم بالإحصائيات)، منذ عامين، في إحدى مذكراتها الإخبارية كون معدل البطالة في المغرب في أوساط الشباب البالغين من العمر ما بين 15 و24 سنةً، والذين وصل عددهم إلى 5.9 ملايين شخص من مجموع السكان سنة 2021، بلغ نحو 31.8 ٪ على المستوى الوطني.
وكشفت المندوبية، في نفس الوثيقة، أن نسبة البطالة مرتفعة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنةً، والحاصلين على شهادات عليا، إذ إنها 61.2 في المئة، و30.4 في المئة لدى حاملي شهادة ذات مستوى متوسط، و12.9 في المئة لدى الشباب الذين بلا شهادة.
ومن انعدام الوفاء بالوعود، قد ينتقل بنا خيالنا السوسيولوجي إلى طرح هذا السؤال: ماذا إستفادت بلادنا من الانخراط في هذه المنظمة منذ 1981؟ جوابا على هذا السؤال، لا ننكر أن اللوبي الفرنكوفوني الموجود بين ظهرانينا استفاد من الفرنكوفونية ماديا ومعنويا، بينما عند القاعدة الشعبية المتمثلة في طلبة اللغة الفرنسية ومدرسيها في مختلف أسلاك التعليم كان حضور المنظمة كغيابها. دليلنا على ذلك أمران: (1) ماذا عملت الفرنكوفونية لحملة الشهادات العليا في اللغة الفرنسية وآدابها من أجل انتشالهم من بين مخالب غول البطالة الرهيب؟ (2) إذا التفتنا نحو أساتذة اللغة الفرنسية في الابتدائي والثانوي، نؤكد جازمين أنهم خلال عمر المنظمة كله لم تأتهم من ماما فرنسا أي مبادرة لدعمهم معنويا ومهنيا، مع أن تدريس لغتها في بلادنا يشكو من عدة أعطاب تعود إلى تدني مستوى الإلمام باللغة الفرنسية وثقافتها لدى فئة عريضة من المدرسين وإلى فقر فظيع في طرائق التدريس التي يغلب عليها التلقين ويغيب عنها استعمال الوسائل السمعية-البصرية الحديثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى