إسدال الستار عن النسخة الثانية من قمة البريكس وسط دعوات إلى وقف إطلاق النار في مناطق النزاع المسلح

أحمد رباص
رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريحات المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب بشأن رغبته في إنهاء الحربعلى أوكرانيا ووصفها (التصريحات) بأنها “صادقة”، وذلك في ختام قمة مجموعة البريكس للاقتصادات النامية في مدينة كازان الروسية.
كما حذر بوتين الغرب يوم الخميس من أنه من “الوهم” الاعتقاد بأن موسكو قد تُهزم في ساحة المعركة وأن أي اتفاق سلام يجب أن يعترف بسيطرة روسيا على مناطق واسعة من الأراضي الأوكرانية.
وتلقى بوتين دعوات خلال القمة من بعض أهم حلفاء روسيا لإنهاء القتال في أوكرانيا.
للتذكير، أعرب ترامب مرارا عن شكوكه بشأن المساعدات التي تقدمها واشنطن لأوكرانيا والتي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وادعى أنه إذا تم انتخابه، فيمكنه إنهاء القتال في غضون ساعات.
وقال بوتين إن ترامب “تحدث عن رغبته في فعل كل شيء لإنهاء الصراع في أوكرانيا. أعتقد أنه صادق. بالطبع نحن نرحب بمثل هذه التصريحات، أيا كان مصدرها”.
ويعتقد بعض المحللين أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة الشهر المقبل قد تكون حاسمة بالنسبة للعلاقات المستقبلية والحرب في أوكرانيا.
حضر زعماء وممثلو 36 دولة قمة البريكس التي استمرت ثلاثة أيام، بما فيهم الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ما عرى عن فشل الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل روسيا بسبب تصرفاتها في أوكرانيا.
– “الوقائع على الأرض”
وقال زعيم الكرملين إن موسكو منفتحة على دراسة مبادرات السلام ورحب بزعماء البريكس الذين عرضوا الوساطة.
لكنه قال إن أي اتفاق يجب أن يأخذ في الاعتبار “الوقائع على الأرض” في إشارة إلى الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها القوات الروسية.
وأضاف: “نحن مستعدون للنظر في أي مقترحات لمفاوضات السلام تكون مبنية على الوقائع على الأرض. لن نقبل أي شيء آخر”.
وكان بوتين قد طالب كييف في السابق بالاستسلام فعليا من خلال سحب قواتها كشرط مسبق لمحادثات وقف إطلاق النار.
– الدعوة إلى إنهاء الحروب في الشرق الأوسط
وشهد الاجتماع أول زيارة يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى روسيا منذ أكثر من عامين، الأمر الذي أثار رد فعل غاضبا من الحكومة الأوكرانية.
ودعا غوتيريس إلى “سلام عادل” في أوكرانيا، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة. كما حث على الوقف الفوري للقتال في غزة ولبنان والسودان.
المعارضة الروسية يوليا نافالنايا انتقدت غوتيريش لاجتماعه مع بوتين.
قالت نافالنايا على منصة X على هامش صورة لبوتين يظهر وهو يصافخ غوتيريش: “كانت السنة الثالثة من الحرب، وكان الأمين العام للأمم المتحدة يصافح قاتلاً”.
ودعا زعماء العالم الآخرون في القمة أيضًا إلى إنهاء حروب إسرائيل في لبنان وغزة، حيث قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إسرائيل تحاول تجويع المدنيين في غزة وإجبارهم على الفرار من القطاع.
وحذر الرئيس الصيني شي جين بينغ من “التحديات الخطيرة” في العالم، وقال إنه يأمل أن تصبح دول البريكس “قوة استقرار من أجل السلام”.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى مواصلة الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة إطلاق حل الدولتين ووقف انتشار الحرب في لبنان. وقال شي: “لا ينبغي أن يكون هناك المزيد من المعاناة والدمار في فلسطين ولبنان”.
وأدان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان دور مجلس الأمن الدولي أمام غوتيريش، قائلا إن الهيئات الدولية “تفتقر إلى الكفاءة اللازمة لإطفاء نار هذه الأزمة”.