المدرسة العليا للتربية والتكوين بالقنيطرة تحتضن مؤتمرًا دوليًّا حول “ديدكتيك الرياضيات ومنظورات تربوية”

احتضنت المدرسة العليا للتربية والتكوين، جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، على مدى ثلاثة أيام من 31 أكتوبر إلى 2 نونبر 2024، مؤتمرًا دوليًّا حول “ديدكتيك الرياضيات ومنظورات تربوية”. جاء هذا الحدث تكريمًا لأعمال الباحث الكبير غي بروسو(Guy Brousseau)، الذي فقدته الساحة التربوية في 16 فبراير 2024.
يُعد بروسو أول من حصل على جائزة فيليكس كلين لديدكتيك الرياضيات، وتعتبر إسهاماته ونظريته في الوضعيات الديدكتيكية (la Théorie des Situations Didactiques)محورًا أساسيًّا في تطوير هذا المجال.
افتُتح المؤتمر يوم 31 أكتوبر بكلمة ألقتها السيدة حسناء بنكيران، نائبة السيد مدير المدرسة المكلفة بالشؤون البيداغوجية، حيث رحبت بضيوف المؤتمر وشكرت اللجنتين العلمية والمنظمة. تلتها كلمة الأستاذ طارق بوزيد، أستاذ باحث في ديدكتيك الرياضيات وتدريس العلوم، منسق المؤتمر ورئيس اللجنتين العلمية والمنظمة، حيث رحب بدوره بالمشاركين، والضيوف والطلبة، وشكرهم على حضورهم وإسهامهم.
بعد الكلمات الافتتاحية، انطلقت الجلسات العلمية بمحاضرة قدمها السيد محمد الزروالي، مديرية المنهاج والبرامج التربوية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
كما استفاد الحاضرون من محاضرة قيمة قدمها الباحث الكبير جون لوك دوريي (Jean-Luc Dorier)من جامعة جنيف، والذي يُعد من رفاق بروسو ومن الشخصيات البارزة في مجال الرياضيات والديدكتيك. شغل دوريي مناصب دولية بارزه، من بينها منصبه الحالي ككاتب عام للجنة الدولية لتدريس الرياضيات (International Commission on Mathematical Instruction – ICMI). . بعد ذلك، قدم الأستاذ باتريك جيبل (Patrick Gibel) من جامعة بوردو بفرنسا، وهو من أبرز الباحثين في المتبنين لنظرية بروسو حول الوضعيات الديدكتيكة، كما اشتغل مع بروسو جنبا إلى جنب وحصل على الدكتوراه في الديدكتيك الرياضيات تحت إشرافه. واختُتمت محاضرات اليوم الأول بمداخلة الأستاذ حسن الصقلي، من جامعة شيربروك بكندا ورئيس المرصد العالمي للفكر الجبري (OIPA)، وهو مغربي كندي غني عن التعريف، إذ يعد من أهم الباحثين المروجين للفكر الرياضياتي والجبري.
افتُتح اليوم الثاني بمحاضرة الأستاذ بمونى بنيونس، الخبير في تدريس الرياضيات، والأستاذ بمونى كرس حياته في دراسة وتدريس الرياضيات وديدكتيكها، حيث كان أستاذا مكونا في المركز الوطني لتكوين مفتشي قطاع التربية الوطنية والتعليم. وتلت محاضرته محاضرتان لكل من الأستاذة التونسية من جامعة بيزرت فايزة الشلوقي وعبد والأستاذ عبد الرحمان بنغربال من جامعة محمد السادس متعددة التقنيات ببنجرير.
وشهدت الأيام الثلاثة للمؤتمر العديد من المداخلات العلمية، وتميزت بمشاركة أساتذة من اللجنة العلمية وباحثين شباب من سلك الدكتوراه. اختُتم المؤتمر بورشات عملية نشط أشغالها الأساتذة جون لوك دوريي، وباتريك جيبل، ومحمد الأباوي، وفريق البحث من وجدة (بنيونس بمونى، وعبد السلام أوجيل، ومصطفى المنصري)، لفائدة المشاركين وطلبة الإجازة في التربية من مختلف التخصصات.
حضر المؤتمر عدد من الباحثين، والمفتشين، والأساتذة، وطلبة مختلف التخصصات. لقد كان لبروسو دور بارز في النهوض بالتربية، كما أسهم في تأسيس المعهد الفرنسي للبحث في تدريس الرياضيات (IREM) وكان شريكًا في إنشاء مجموعة PME (سيكولوجيا تعليم الرياضيات). لذا، كان تخصيص محور لدراسة إرثه وتكريمه في هذا المؤتمر بمثابة تكريس لمنجزاته الفريدة.
كان نجاح هذا المؤتمر العلمي في المدرسة العليا للتربية والتكوين شهادةً على الجهود الكبيرة المبذولة والتزام الجامعة بالبحث العلمي والتربوي.