اخبار دولية

الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي يرحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت ويطالب بوقف اعتداءات إسرائيل على فلسطين ولبنان وسوريا

 في آخر بيان له، قال الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا إنه دأب على انتقاد المحكمة الجنائية الدولية، وخاصة لانحيازها إلى القوى الإمبريالية في حالات الصراع. وتاكد الحزب من كون هذه هذه المشكلةىقد أدت إلى ظهور المحكمة الجنائية الدولية كأداة قضائية وسياسية للغرب الإمبريالي الجماعي بقيادة الولايات المتحدة ومكون من مكونات جهاز الاستعمار الحديث.
وفي ما يبدو للحزب الشيوعي الجنوب افريقي وكأنه تغيير في الرأي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية بالإجماع يوم الخميس 21 نوفمبر الجاري حكمين مهمين. في العمل تم رفض الطعن القانوني الذي تقدم به نظام الفصل العنصري الاستيطاني الإسرائيلي بموجب المادتين 18 و19 من نظام روما الأساسي. وفي ثانيهما تم إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بين 8 أكتوبر 2023 و20 مايو 2024، وهو التاريخ الذي قدمت فيه نيابة المحكمة الجنائية الدولية طلبات الاعتقال.
ويرى أصحاب البيان أن مذكرة الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو، الذي يطلق عليه آخرون الآن اسم “شيطانياهو” وغالانت، إذا كانت مهمة وبالتالي موضع ترحيب واسع النطاق، فالحقيقة تقول إنها أتت متأخرة للغاية. ففي حملته الإبادة الجماعية منذ أكتوبر 2023، قتل نظام المستوطنين الإسرائيليين العنصريين أكثر من 53 ألف فلسطيني. ويؤكد الرد المتأخر من جانب المحكمة الجنائية الدولية، مقارنة بقضايا أخرى، على احتمالات التأثير غير اللائق من جانب الغرب الإمبريالي بقيادة الولايات المتحدة.
لقد عارض النظام الإمبريالي في الولايات المتحدة باستمرار أي إجراء محاسبة ضد إسرائيل. فبالإضافة إلى تزويد نظام المستوطنين الإسرائيليين بالأسلحة القاتلة، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التي تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. بل وهدد ممثلوها بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ومدعيها العامين وقضاتها. وتشكل هذه الإجراءات جزءً من مجموعة من الأدوات التي يستخدمها الإمبرياليون لممارسة نفوذهم.
كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية – يتابع البيان – في اليوم نفسه الذي أصدرت فيه مذكرة التوقيف بحق نتنياهو وغالانت مذكرة توقيف إشكالية بحق محمد دياب إبراهيم المصري (الضيف) من حماس. واستندت هذه المذكرة إلى نفس التهم الموجهة إلى زعيمي الإبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الفصل العنصري الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني. والواقع أن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي أعلن مسؤوليته عن قتل الضيف كجزء من حملته الإبادة الجماعية. وأكدت السلطات الفلسطينية وفاته. ومع ذلك، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة التوقيف بحقه، بعد أن قبلت حجة الادعاء بأنها “ليست في وضع يسمح لها بتحديد ما إذا كان السيد الضيف قد قُتل أم لا يزال على قيد الحياة”.
ويرى الحزب أن المشكلة الأساسية تكمن في مساواة نضال المضطهدين في أرضهم ضد المحتلين الظالمين بأفعال الظالمين. إن أوامر الاعتقال الصادرة ضد المضطهدين بسبب أفعال مزعومة في أرضهم ونضالهم المشروع ضد المحتلين الظالمين لا تخدم إلا لإضفاء الشرعية على الظلم والاحتلال الاستعماري وإطالة أمدهما حتماً. وهذا أمر غير مقبول.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنه منذ إنشائها في يوليو 2002، لم تفعل المحكمة الجنائية الدولية شيئًا فعالًا على الإطلاق لإنهاء الظلم الذي تحمله الشعب الفلسطيني لمدة 55 عامًا على الأقل بعد إنشاء دولة المستوطنين الإسرائيليين العنصرية بدعم من الإمبرياليين في الأربعينيات، يلاحظ الحزب.
وسجل الأخير أنىهذا العام شهدىمرور 22 عامًا من الظلم المستمر ضد الشعب الفلسطيني بعد إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، مما يرفع إجمالي مدة ظلم نظام المستوطنين الإسرائيليين العنصريين ضد الشعب الفلسطيني إلى 72 عامًا. وبالنظر إلى هذه الفترة بأكملها وجغرافية فلسطين التاريخية، فإن نظام المستوطنين الإسرائيليين العنصريين قتل عددًا أكبر بكثير من الشعب الفلسطيني تاريخيًا.
ومن الواضح أن هناك العديد من القادة الحاليين والسابقين لنظام الاستيطان الإسرائيلي العنصري الذين يجب محاسبتهم على قتل الشعب الفلسطيني وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.
إن الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي يتعهد بتضامنه الثابت مع الشعب الفلسطيني من أجل تحرير فلسطين التاريخية. وعلى نفس المنوال، فإنه يؤكد تضامنه الدولي مع محور المقاومة بأكمله ضد نظام الاستيطان الإسرائيلي المدعوم من الإمبرياليين في الشرق الأوسط. ويجدد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية وفي لبنان وسوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى