تنظيم ندوة “الذاكرة والهجرة في العالم المعاصر بمكناس
المريزق: تعزيز الحوار بين الثقافات للإنصاف والمصالحة بين التاريخ وذاكرة الهجرة

انطلقت اليوم الاثنين، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس الدورة الحادية عشرة من ندوتها العلمية حول موضوع “الذاكرة والهجرة في العالم المعاصر… البناء والانتقال بين الأجيال”.
وقال المصطفى المريزق، الأستاذ الباحث في الهجرة بجامعة مولاي إسماعيل-مكناس، ومنسق الندوة، إن ما تشهده قضية
الهجرة على المستويين العالمي والوطني من تحولات جذرية، ومن طابع حركي دائم ومستمر، يجعل من تنظيم هذه التظاهرة العلمية، إسهاما منها في الوفاء للذاكرة الجماعية للمهاجرين، ولذاكرة مغاربة العالم كذلك، ومساهماتهم عناصر فاعلة في التغيير والاقتصاد، والتقدم الاجتماعي.
وأكد المريزق أن العديد من الدراسات حول الذاكرة والهجرة، باتت تشمل في الوقت الراهن مجموعة واسعة من التخصصات والمجالات، بما في ذلك التاريخ، والديموغرافيا، والجغرافيا، والعلوم السياسية، والقانون، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، وعلم النفس، والأدب، والثقافة والفنون، بالإضافة إلى أعمال متخصصين في علم المتاحف، والأرشفة، والوسائط السمعية والبصرية، وكذلك أنشطة الفاعلين الجمعويين.
وسينكب الباحثون والممارسون في الندوة، على موضوعات الذاكرة والهجرة لفهم تجارب المهاجرين بشكل أعمق، واستيعاب التنوع الثقافي، وعقبات الاندماج، والهوية الثقافية، وتأثيرات الهجرة على المجتمعات الأصلية ودول الاستقبال. وتعد روايات الهجرة، سواء كانت شخصية أو جماعية، ضرورية للحفاظ على تاريخ البشرية وتعزيز الحوار بين الثقافات في عالم يشهد عولمة متسارعة في فعلها وتفاعلها. وبذلك، لم يعد المهاجر موضوعا يثير اهتمام الباحثين فقط (نظرا للتراكم الذي تحقق داخل العلوم الإنسانية والاجتماعية)، بل شهد البحث العلمي في العقود الأخيرة طفرة نوعية غير مسبوقة، بوأت الذاكرة الفردية والجماعية مكانة رفيعة لدى الأوساط العلمية والأكاديمية، باعتبارها ظاهرة مجتمعية، وليست مجرد إرث بيولوجي.
كما تعتبر الندوة حول الذاكرة والهجرة، منصة متعددة التخصصات، تهدف إلى استكشاف تعقيدات قصص الهجرة وتفاعلها مع الذاكرة الفردية والجماعية والإقليمية والوطنية. وسيتناول المشاركون خلالها، كيفية فهم هذه القصص، وكيف يحافظ الأفراد والمجتمعات على ذاكرتهم، وينقلونها في ظل حركات الهجرة التي غالبًا ما تكون معقدة وصادمة.
كما ستغطي العروض مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك تأثير الذاكرة على تجارب المهاجرين، وآليات الحفاظ على الذاكرة وانصافها، في سياقات هجرة متنوعة، وروايات الهجرة من خلال الأدب والفنون البصرية وغيرها من أشكال التعبير الفني، إضافة إلى الابتكارات التكنولوجية التي تُسهم في توثيق هذه الروايات ومشاركتها.
وتهدف النسخة الحادية عشرة للمؤتمر، يضيف المريزق، إلى تعزيز الحوار بين الثقافات للإنصاف والمصالحة بين التاريخ وذاكرة الهجرة، وتشجيع ودعم المشاريع البحثية المشتركة لفهم أعمق، والاحتفاء بالتنوع الثقافي، والمساهمة في الحفاظ على روايات الهجرة ونقلها عبر الأجيال، بالإضافة إلى توعية الفاعلين والمؤسسات المعنية بقضايا الهجرة بشأن إشكالية ذاكرة الهجرة وتعقيداتها.
وسيتم تكريم الأستاذ الباحث والخبير الدولي في الهجرة محمد خشاني، على حضوره المتميز بدراساته وأبحاثه العلمية في ميدان الهجرة خلال عقود من الزمن، والذي سيتسلم النسخة الثالثة لـ”جائزة نور الدين هرامي للبحث والدراسات في ميدان الهجرة.
أبو سلمى