اخبار دولية

جامعة الدول العربية ترفض أي محاولة لنزع الشعب الفلسطيني من أرضه بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان.

استنكرت دول عربية عدة، تصريحات لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب كشف فيها عن رغبته في إفراغ قطاع غزة من أهله، ونقلهم للعيش في مصر والأردن.

الحنبلي عزيز -متابعة

وصفت جامعة الدول العربية اقتراح ترامب بأنه “تطهير عرقي”، محذرة من “محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه”. وقالت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية -في بيان لها- أن السبيل الحقيقي والوحيد إلى تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط هو من خلال تسوية القضية الفلسطينية.

وأوضحت الجامعة العربية أن تسوية القضية الفلسطينية تكون من خلال “وتنفيذ حل الدولتين المتفق عليه دولياً وتجسيد الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

وشددت علي أن الالتفاف على هذه المبادئ الثابتة والمحددات المستقرة، التي حظيت بإجماع عربي ودولي “لن يكون من شأنه سوى إطالة أمد الصراع وجعل السلام أبعد منالا” بما يُزيد من معاناة شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.

وشددت الجامعة العربية على أن القضية الفلسطينية العادلة هي قضية أرض وشعب وأن محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه بالتهجير أو الضم أو توسيع الاستيطان ثبت فشلها في السابق وهي “مرفوضة ومخالفة للقانون الدولي” إذ لا يُمكن أن يُسمى ترحيل البشر وتهجيرهم عن أرضهم قسراً سوى بالتطهير العرقي.

وأكدت الأمانة العامة أن المرحلة الحالية تقتضي عملا متواصلا من الجميع من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وضمان استمراره، توطئة للبدء فوراً في إعادة إعمار غزة ومداواة جراح شعبها الذي تعرض لخمسة عشر شهراً متواصلة من الحرب الوحشية، كما تعرضت بنية القطاع لدمار غير مسبوق في تاريخ الحروب الحديثة.

ودعت الأمانة العامة للجامعة العربية جميع دول العالم المؤمنة بحل الدولتين كسبيل للسلام للعمل بشكل حثيث وفوري على بدء مسارٍ ذي مصداقية للوصول إلى هذا الحل وتطبيقه على الأرض في أقرب الآجال، باعتبار ذلك الحل ما يضمن تحقيق الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين وكافة شعوب المنطقة والعالم.

جاء ذلك بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إنه تحدث إلى ملك الأردن عبدالله الثاني بشأن نقل الناس من قطاع غزة المدمر إلى الدول المجاورة، مشيرا إلى أنه سيتحدث مع الرئيس المصري بشأن ذلك أيضا.

وقال الرئيس الأميركي لصحافيين في طائرة “إير فورس وان” الرئاسية، يوم السبت الفائت: “أود أن تستقبل مصر أشخاصاً. أود أن يستقبل الأردن أشخاصاً أيضاً”.

وأضاف: “نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف مليون شخص. ونحن بكل بساطة ننظف المنطقة بالكامل. كما تعلمون، على مر القرون شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة”.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الأحد، رفض بلاده لمقترح ترامب نقل سكان غزة إلى المملكة، مشدداً على تمسك بلاده بحل الدولتين “سبيلاً وحيداً لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة”.

وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع سيغريد كاغ  كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار في غزة إن “حل القضية الفلسطينية هو في فلسطين وأن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين (…) ثوابتنا في المملكة واضحة ولن تتغير وهو تثبيت الفلسطينيين على أرضهم ورفض التهجير”.

بدورها، رفضت مصر أي تهجير قسري للفلسطينيين. وشدّدت وزارة الخارجية المصرية في بيان الأحد، على “استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسّكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه”.

أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن إدانته ورفضه الشديدين لأي مشروع يهدف إلى “تهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة”. وأورد بيان للرئاسة الفلسطينية أن عباس “يجري اتصالات عاجلة مع قادة الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بهذا الخصوص”، مؤكداً أن “الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن ارضه ومقدساته”.

ودعا رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي المجتمع الدولي إلى رفض مثل هذه المبادرات بشكل واضح وصريح، واتخاذ مواقف تعزز السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية، والتي تتمثل في إنهاء كل أشكال الاحتلال وإنهاء كل صور حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية، والعمل من أجل إحلال السلام والأمن في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى