
الحنبلي عزيز
أسلم أسامة الخليفي، الناشط السابق في حركة 20 فبراير، روحه يوم الجمعة بعد صراع طويل مع المرض، مما خلف موجة من الحزن والأسى بين أصدقائه ورفاق دربه، وأثار مشاعر التعاطف في الأوساط الحقوقية التي تابعت مسيرته عن قرب. وقد شكل خبر وفاته صدمة كبيرة للمجتمع الحقوقي والسياسي في المغرب، حيث كان الخليفي من الوجوه البارزة في الحراك الشعبي لسنة 2011، ولعب دوراً محورياً في الحراك الشعبي بالمغرب خلال سنة 2011 و في رفع مطالب الإصلاح والتغيير..
بعد احساسه باشتداد المرض ،والاستعداد للرحيل ،كتب أسامة على صفحته الفايسبوكية:
أسامة الخليفي، ناشط سابق في حركة 20 فبراير التي تُعتبر إحدى المحطات الفارقة في التاريخ السياسي والاجتماعي الحديث بالمغرب. نشأت هذه الحركة في سياق ما عُرف بـ”الربيع العربي” سنة 2011، حيث خرج آلاف الشباب المغاربة إلى الشوارع للمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية عميقة، وتعزيز الحريات العامة، ومحاربة الفساد والرشوة، وضمان العدالة الاجتماعية.
تميزت الحركة بطابعها السلمي وشعاراتها التي طالبت بالكرامة والحرية والديمقراطية، وقد نجحت في استقطاب فئات واسعة من المجتمع، بما في ذلك الشباب، والحقوقيين، والنقابيين، وبعض التيارات السياسية. ورغم أن الحراك المغربي لم يصل إلى نفس مستوى الثورات في بلدان أخرى، إلا أن تأثيره كان واضحاً، حيث دفعت مطالب الحركة إلى تبني إصلاحات دستورية سنة 2011، أعلن عنها الملك محمد السادس في خطاب تاريخي، وتضمنت تعزيز صلاحيات الحكومة والبرلمان وتوسيع الحريات.
برز أسامة الخليفي كأحد الوجوه البارزة في حركة 20 فبراير، حيث كان من الشباب الذين أطلقوا دعوات التظاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “فيسبوك”، التي لعبت دوراً محورياً في تعبئة الشارع. عُرف الخليفي بشجاعته وصراحته في التعبير عن مطالبه ومطالب رفاقه، حيث كان من الأصوات التي لم تتردد في انتقاد الأوضاع السياسية والاجتماعية، والمطالبة بإصلاحات جذرية تضمن العدالة والمساواة لكل المغاربة.
لم يكن الخليفي مجرد ناشط سياسي فحسب، بل كان أيضاً رمزاً لجيل جديد من الشباب المغربي الذي آمن بقدرة التغيير السلمي والمشاركة المدنية على إحداث فرق في الواقع. ورغم التحديات والضغوط التي واجهها بعد تراجع زخم الحركة، ظل الخليفي متمسكاً بمبادئه، مستمراً في التعبير عن آرائه ومواقفه بكل جرأة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
رغم مرور أكثر من عقد على انطلاق حركة 20 فبراير، لا تزال آثارها حاضرة في المشهد السياسي المغربي، حيث ساهمت في فتح نقاشات واسعة حول قضايا الحريات والحقوق. وبرحيل أسامة الخليفي، يفقد المغرب أحد الأصوات الحرة التي ناضلت من أجل مغرب أكثر عدلاً وديمقراطية.
رغم مرور سنوات على نهاية زخم حركة 20 فبراير، ظل الخليفي ناشطاً في المجال الحقوقي والسياسي، حيث واصل التعبير عن مواقفه من خلال الوسائط الاجتماعية والمشاركة في النقاشات العامة. ورغم تعرضه للعديد من الضغوطات والتحديات، بقي متمسكاً بمبادئه، وهو ما جعله يحظى باحترام واسع بين زملائه والنشطاء.
وقد تفاعل العديد من النشطاء والسياسيين مع خبر وفاته، معبرين عن حزنهم العميق لفقدان صوت من أصوات التغيير. ونشر العديد منهم رسائل تعزية عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستذكرين مواقفه النضالية ومسيرته الحافلة بالعطاء.
برحيل أسامة الخليفي، يفقد المغرب أحد الأصوات الحرة التي ناضلت من أجل مغرب أفضل، تاركاً وراءه إرثاً من النضال والالتزام بالقيم التي دافع عنها حتى آخر لحظة.