اخبار دولية

تالوث معضلة السودان المركبة: السلطة والجيش والتنمية-ذ. عبد الواحد حمزة

 

كلمة ذ. عبد الواحد حمزة، الكاتب العام لفرع الحزب الاشتراكي الموحد، يومه الإثنين 10 فبراير 2025، وهي للترحيب وطرح بعض الاسئلة، باسم الفرع و بمناسبة ندوة “مستجدات وآفاق القضية السودانية”.

الحضور الكريم
ضيفنا الرفيق محمد خالد جار النبي و محاوره الرفيق العلمي الحروني، أحييكم جميعا باسم رفاق ومناضلي/ات فرع الحزب الاشتراكي الموحد بتمارة المكافحة، مرحبا بالجميع!

لقد أضرت الحرب المشتعلة البشعة بالسودان العربي الحبيب، منذ 15 ابريل 2023، أيما ضرر به، وبكل عقل وقلب حر محب للسلام والحرية، لتخرب بنيته التحتية الهشة- اصلا- ولتخلق مآت القتلى من المدنيين- العزل، ولتنفي آلاف النازحين في كل اتجاه، بالداخل كما بالخارج.

لعله اخر حدث عظيم الجلل والاثر تعرفه البلاد، لكنه حدث ممتد في احقاب التاريخ المعاصر للبلاد التي ضلت الحرب الطويلة المتقطعة عنوانه العريض، مشفوعة بأللاستقرار السياسي و نار الصراعات والنزاعات التي لا تنتهي، اخر شهبها حرب جنوب السودان التي استعرت لما يقرب 33 سنة، لتقضي-اسفا- وبالنهاية إلى انفصال وبتر جنوب السودان عن شماله، في يناير 2011، فضلا عن شضايا أزمة دارفور الملتهبة إلى الان.

ذلك ما افتتح باب التقسيم اللعين والتشرذم اللافت و التفتيت القاتل، عريضا، لكل شعوب المنطقة و الجوار، تطبيقا لاستراتيجيات الاستعمار الجديد والامبريالية العالمية، المتربصة برخاء وسلام الشعوب العربية- الإسلامية، وعلى رأسها فلسطين الحرة، وابتزاز المغارب، منذ اتفاق سايس بيكو، إلى اليوم !

وهي النتائج المأساوية، لاشك، المختومة بطبيعة وأخطاء الحكومات المتعاقبة على حكم وتدبير الشأن العام بالسودان، بالذات، و كذا المرتبطة بتكتيكات سياسية حزبية، ومنها ما عمل به حزبكم، في ظروف شديدة التعقيد، حقا، ولوجود ممارسات لكيانات سياسية رعناء، منذ الاستقلال السياسي لبلادكم، لما يقارب الآن على الستة عقود!

وإذا كان لنا- افتراضا- أن نطل على تاريخ السودان العزيز المعاصر لمحاولة فهم ما يجري فيه، واستشراف بعض نقط الضوء عليه، املا في المستقبل له وللانسانية جمعاء، فلعل ذلك ممكن انطلاقا من تالوث/ براديغم السلطة وتداولها، و تضارب فعل الجيش الوطني وقوى الكفاح المسلح والدعم السريع، و كذا مسالة التنمية “المحجوزة” وقضايا التخلف والتبعية للغرب، و من ثمة تحديات المقاومة والتحرر والديمقراطية.

انها زوايا التحليل-النقدي الذي نتبناه لأحداث وبنية وسلوكات سودانية حبلى بمفارقات ناظمة لكل تلك المنعطفاث التاريخية بالبلاد، فما هي اذن خصائص الوضع السياسي الراهن في السودان، وما هي بعض آفاقه في المستقبل المنظور؟

اولا: رافعات الوضع السوداني الثلاث: السلطة والجيش والتنمية:

1- أسفر تداول السلطة في السودان منذ الاستقلال إلى اليوم على حجم هاءل من الازمة السياسية وإلى حالة كبيرة من الاحتقان بين الفرقاء، بالداخل والخارج، وبالتالي الى عدم الاستقرار على مدى سبعين (70) سنة.

2– ضل وضع الجيش السوداني منذ الاستقلال موضوع تجاذبات ومزايدات سياسية بين القوى السياسية. كما أنه واجه عداء شديدا من الكثير من الاحزاب، خاصة الاحزاب اليسارية السودانية، والشيوعي منها، وتعرض لكثير من الاهمال المتعمد، واخضع لعمليات إضعاف مقصودة، وكان ذلك بغرض إفشال قدرته على التدخل في السياسة، والحيلولة بينه وببن توسع نفوءه، بما يمكن توجيه بوصلة الحياة السياسية، أو استيلاءه على السلطة عبر الانقلابات على الحكم المدني( على عهد التجربة الديموقراطية الثالثة – حكم الصادق المهدي،..وكذا بافتعال ذريعة إعادة الهيكلة وهيمنة التيار الإسلامي عليه،- الجيش…. !).

يهمنا الآن وهنا، ونحن نستضيف ممثلا عن الحزب، أن نسألكم عن الملابسات والحدود التي ساهم فيها الشيوعي السوداني استشراء لعداء الجيش الوطني!، وأعني بذلك تورطه في انقلاب 25 مايو 1969، عبر ضباط، قيل أن بعضهم كان منتميا للحزب، وأخرون “بدون”، والذي قاده الرءيس النميري، حاكما البلاد بالحديد والنار (16 سنة) لستة عشر سنة، بعد أن تخلص منكم- الشيوعيين- عامين فقط من/وبعد ذلك الانقلاب المشؤوم، حين حاولتم/ الشيوعي الإطاحة به، بانقلاب فاشل بواسطة ضباط شيوعيين أقحاح- هذه المرة- داخل الجيش!؟

سؤالي النظري والتاريخي لكم بهذا الصدد، ضيفي الكريم، يدور عن الفاعل الاجتماعي الثوري الذي يستقوى به حزبكم، هل هو الطبقة العاملة، داءما وابدا، وما مدى مساهماتكم في تأطيرها لقيادة التغيير الجذري، ام انكم تنتصرون لجذوى الانتفاضات و الاحتجاجات الشعبية، مواكبتها او قيادتها ام الركوب عليها..، كتلك التي أطاحت …بجعفر النميري في أبريل 1985، والتي لم تثمر شيءا، عدا عودة العسكر داءما وابدأ، كالانقلاب العسكري بقيادة عمر البشير في يونيو 1989، مثلا…،

سؤالي: أين أنتم من اعتماد النظرية الثورية للطبقة العاملة، القوة المنتجة المهيمنة والقائدة للتغيير الوطني والديموقراطي..!؟

أم ان الفرز الطبقي ظل محدودا في المجتمعات المتخلفة والتابعة للمراكز الرأسمالية الكبرى- الاستعمارية السابقة، السودان او المغرب نموذجا، مما يطرح نجاعة توسيع التحالفات الطبقية للشراءح الاجتماعية المتضررة والتي لها مصلحة مشتركة في التغيير الجذري، الديموقراطي الشعبي؟

وهل استفاذ الحزب شيءا من تجربته في التآمر و إتعض نهاءيا من النزعة الانقلابية!؟

3-.معضلة التنمية المحجوزة وتوزيع الثروة والسلطة، على أساس ما يسمى عندكم باحتكار الشمال للتنمية واعتماد تهميش المناطق الأخرى، سؤالي بهذا الصدد:

إلى أي حد تعتبر هذه القضية من أكبر وأخطر افرازات الممارسة السياسية الخاطئة في السودان، والتي ارتكبتها بعض النخب السياسية بالبلاد، غذتها – في ذلك- الجغرافيا وفشل الأنظمة المتعاقبة على الحكم..!؟

وهل من نتائج إيجابية على الأرض من الممكن ان تترتب عن ويلات الحرب الحالية في سودان اليوم، حقنا للدماء وعلى المستويات الثلاثة المسار اليها، آنفا: السلطة والجيش والتنمية؟

ثانيا: آفاق / بعض الآفاق الممكنة والغير المنتظرة effetcs pervers:

.في تداول السلطة: ضرورة الاحتكام لإرادة الشعب وإلى اختياراته، عبر نظام مدني ديموقراطي مستقل و محتكم للدستور والقانون، نابذ للعنف والحرب والقوة….والانقلاب والتآمر…

.في وضع الجيش كصمام امان للدولة المدنية- اللاطاءفية، ضدا على غطرسة ميليشيا “الدعم السريع” وعلى شيطنة الجيش الوطني، وحل كل مساءل التسريح والدمج داخله لكل القوات وحركات الكفاح المسلح بالسودان..

.في شأن التنمية المستدامة المبنية على الذات الوطنية، لتحرير الجمهور العريض من شعب السودان العزبز من كل ألوان التخلف والتهميش المعمم والتبعية للخارج والاستبداد للحكام والفساد….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى