مجتمع

الحلقة التاسعة عشر 19 من ” شخصيات من الذاكرة” المناضل والمقاوم إدريس اسمعلي-جلال العناية

عرفت مدينة برشيد إنجاب العديد من الرجالات والرموز في شتى المجالات و الميادين ، من بينهم المناضل و المقاوم الحاج إدريس اسمعلي ، الذي يعد مفخرة البرشيدين، رجل إنخرط في صفوف المقاومة المغربية ضد الاحتلال الفرنسي، وفي العمل النقابي دفاعا عن كرامة الطبقة العاملة .
ولد الحاج إدريس اسمعلي سنة 1929 ببرشيد، بعد حصوله على شهادة “لبروفي” كاد أن يلتحق بالمدرسة العسكرية، لكن والده حمو بن الحاج أحمد اسمعلي نبهه أنه سيصبح تحت تصرف الاستعمار الفرنسي.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية إنخرط الشاب إدريس اسمعلي في صفوف حزب الاستقلال وفي الاتحاد العام للنقابات المغربية التابعة للكونفدرالية العامة للشغل بفرنسا.
إستهل الشاب إدريس مشواره المهني كموظف بمصالح المالية ببرشيد، ليتم إبعاده بمرور الأيام إلى الرباط بسبب مواقفه النضالية، حيث كان الموظفون المغاربة آنذاك محرومين قانونيا من حقهم النقابي.
بتاريخ 11 نونبر 1950, عقد الاتحاد العام للنقابات المغربية مؤتمره السادس بغية التخلص من الوصاية الفرنسية وتأسيس مركزية نقابية مستقلة والمساهمة في إلغاء معاهدة الحماية وتحقيق الاستقلال، حيث كان الراحل إدريس اسمعلي ضمن المشاركين والمصادقين على التقرير الأدبي للمؤتمر، مما عرضه مرة أخرى للإبعاد الى قلعة السراغنة.
فور خروج حزب الاستقلال من السرية إلى العلن، حصل إدريس اسمعلي على بطاقة العضوية سنة 1957 وهي تحمل صفته ككاتب إقليمي نقابي منذ 1947.
تعرض الراحل إدريس اسمعلي للاعتقال رفقة العديد من المناضلين خلال الاضرابات التي شهدتها المملكة المغربية في بداية الستينيات من القرن الماضي خاصة بعد اغتيال الزعيم الثوري المهدي بنبركة.
انتخب الراحل عضوا مستشارا جماعيا في أول مجلس بلدي ببرشيد تحت الوان الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، كما انتخب كاتبا عاما لنقابة الشغيلة بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي قبل أن يتم انتخابه لنفس المهام عند انتقاله للعمل بمكتب التجارة والتصدير.
لقد ظل الحاج اسمعلي مدافعا صلبا عن حقوق العمال والفلاحين، مواقفه النضالية جعلته عرضة للاعتقال في أكثر من مناسبة، رفض المساومة والمناصب العليا التي عرضت عليه،كما رفض التعويضات التي منحت لجبر الضرر في إطار مبادرة الإنصاف والمصالحة، فعاش حياته شامخا مرفوع الرأس، تحترمه وتقدره ساكنة برشيد إلى أن وافته المنية سنة 2010.
جلال العناية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى