أخبار وطنية

الصحراء المغربية: دي ميستورا يرسم خارطة طريق نحو الحل وسط تحديات متزايدة

3 أشهر حاسمة تحدد مصير النزاع

الحنبلي عزيز

سادت أجواء من الترقب والقلق في الأوساط الدبلوماسية الدولية، مساء أمس، تزامنًا مع انعقاد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي بنيويورك، خُصصت لبحث مستجدات ملف الصحراء المغربية، حيث قدّم كل من ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي الخاص، وألكسندر إيفانكو، رئيس بعثة “المينورسو”، تقارير حول آخر تطورات النزاع.

خلال هذه الجلسة، دعا دي ميستورا إلى استثمار “الزخم الإيجابي” الذي يشهده الملف حاليًا، معتبرًا أن الأشهر الثلاثة المقبلة تمثل فرصة ثمينة للتهدئة الإقليمية ورسم خارطة طريق جديدة تدفع بالعملية السياسية إلى الأمام، خاصة في ظل الدينامية التي أطلقتها الأمم المتحدة عبر مسلسل الموائد المستديرة.

وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي للجزائر يوم 6 أبريل، والتي تزامنت مع وجوده هناك، ساهمت في تخفيف التوتر الإقليمي وفتح قنوات التواصل بين الأطراف المعنية، رغم ما شاب العلاقات المغربية الجزائرية من فتور.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية الحفاظ على سرية المشاورات، معتبرًا ذلك ضروريًا لضمان نجاح المسار السياسي بعيدًا عن الضغوط الإعلامية. كما أكد أن جميع الأطراف أبدت استعدادها لدعم جهود الوساطة، وأعربت عن التزامها بالتوصل إلى حل سياسي متوافق عليه.

من جانبه، قدّم ألكسندر إيفانكو إحاطة ميدانية حول الوضع في المنطقة، أكد خلالها التزام المغرب بوقف إطلاق النار رغم المناوشات، في حين تواصل جبهة “البوليساريو” رفضها للنداءات الدولية بوقف الأعمال العدائية، دون أن يكون لذلك تأثير عسكري ملموس.

كما تطرّق إلى مشروع الطريق الذي تنجزه المملكة لربط السمارة بمنطقة أمغالا، موضحًا أن البعثة الأممية تتابعه في إطار مهامها. وأعرب عن قلقه من الأزمة المالية التي تعاني منها البعثة بسبب تأخر بعض الدول في دفع مساهماتها، ما دفعها إلى اتخاذ تدابير تقشفية أثّرت على عملياتها الميدانية.

وفي سياق متصل، أبرز دي ميستورا في إحاطته أن عام 2025، الذي يصادف مرور خمسين عامًا على اندلاع هذا النزاع المفتعل، يمثل لحظة حاسمة قد تتيح التقدّم نحو تسوية شاملة، لا سيما في ظل انخراط دول مؤثرة كفرنسا والولايات المتحدة.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية جدّدت دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي، باعتباره الحل الوحيد الواقعي والمقبول، مطالبًا بمزيد من التفاصيل حول كيفية تنفيذ هذه المبادرة.

وأكّد دي ميستورا أن حل النزاع يمرّ عبر تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر، محذرًا من مخاطر استمرار التوترات في ظل التصعيد الأحادي وغياب قنوات التواصل، وتزايد التسلح في المنطقة. كما أشار إلى الدعم الموريتاني لأي مسعى سياسي بروح “الحياد الإيجابي”.

وختم بالتأكيد على أهمية استمرار عمل بعثة الأمم المتحدة، مشددًا على ضرورة دعمها، خاصة في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في مخيمات تندوف، حيث أبدت وكالات أممية قلقها من تقليص حصص الغذاء واحتمال توقفها كليًا هذا الصيف إن لم يتم تأمين تمويل عاجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى