هل “طلع البدر”على المستفيدين من تجزئة “بدر للاسكان”بمراكش؟

محمد جرو/مراكش/تنوير:
في الوقت الذي ترفع الدولة الشعارات الجوفاء ،من قبيل “دعم السكن”وأنشأت لذلك وزارة فاطمة الزهراء المنصوري ،ومن مكر الصدف ،عمدة المدينة الحمراء ،هل ننشد مع “المرشحين”للاستفادة من “علب إسمنتية”بتجزئة تقع بحي السعادة قرب دوار السراغنة ،أغنية “طلع البدر”بمجاز إيحائي حول التنكيث ،بمعنى أن انتظارهم قد يطول للحصول على “قبر الدنيا” وتصبح “في المشمش “والذين أطال الله في أعمارهم قد لايتهنون بشققهم ،بالنظر لكون غالبيتهم دفعوا دم جوفهم وعرق جبينهم ابتل كثيرا ،دون أن يروا رمالا ولا اسمنتا مبتلا قد يفرحهم بقرب انتهاء معاناتهم …؟
حميد-ز مثل حي من كثيرين انخرطوا في العملية السكنية المسماة ” منارة ” التابعة لشركة بدر للاسكان المتواجدة بالقرب من مقبرة دوار السراغنة ( قرب مرجان طريق كازا ) ، بمقاطعة جيليز بمراكش، منذ خمس سنوات، والذين قدموا مبالغ مالية وصل بعضها الى 150 الف درهم(15 مليون سنتيم)،العملية التي تحتوي على شطرين , أما الشطر الثاني فان أشغال البناء لم تتجاوز 65 % , الشيء الذي يطرح أكثر من علامات استفهام خاصة أن أغلب زبناء الشركة من المكترين و يداهمهم عامل السن للاستفادة من قروض السكن بحصص شهرية تثقل كاهلهم و تؤثر على معيشهم اليومي .
وتجدر الاشارة إلى أن الشطر الثاني الذي انتهت عملية بيعه على الورق / التصميم كالعادة، يتواجد أمام ضيعة فلاحية و بالقرب من أكواخ عشوائية، يتشبث قاطنوها بالاستقرار بها،رغم محاولات كثيرة بإفراغهم باءت بالفشل ، مما ينذر بطول مدة انتظار الزبناء الذين يمنون النفس بالحصول على مسكن ، عمارات من ثلاث طوابق انتهت الأشغال الكبرى بها، في انتظار ” الفينيسيون ” التي تأتي او لا تأتي .
يحدث هذا في الوقت الذي لم تتدخل السلطات المحلية لحث صاحب المشروع على استكمال الأشغال و تسليم الشقق لأصحابها الذين ضاقوا درعا بتكاليف الكراء و مصاريف الحياة اليومية في ظل الغلاء الفاحش الذي عرفته الأسعار منذ انتهاء جائحة كورونا , الأمرالذي اتخذه البعض لمراكمة ثروة هائلة،وصفوا “بمافيات العقار” .
وأفاد العديد من المستفيدين من هذه العملية السكنية، أنهم دأبوا على الاتصال دون الحصول على جواب مقنع سواء من المقر الاجتماعي للشركة بالبيضاء أو بمراكش ،وهو ما يزيد في شكوك وتوجس المرشحين للاستفادة ،خاصة مع تكرار مثل هذه المشاكل بمجموعة من المدن المغربية تملأ ملفاتها المحاكم المغربية ..
للإشارة ،فقد تحولت عملية ” منارة ” التابعة لمجموعة بدر للاسكان إلى عمارات مهجورة، أو أطلال حديثة البناء، في الوقت الذي اندثر مكتب البيع الذي ظل يقدم الوعود المعسولة للزبناء، و يعدهم لتوفير الشقق في أقرب وقت ممكن ، أو مباشرة بعد إنتهاء الأشغال،لكن تماطل صاحب المشروع في إنجازه وتأخره غير المبرر في تسليمهم شققهم ، رغم تجاوز الآجال المحددة لذلك بمدة زمنية ليست بالقصيرة، جعل اليأس يتسرب لنفوس المستفيدين ، الذين لم يتظاهروا كما حدث ببعض العمليات بالمدينة و ظلوا ينتظرون تدخل السلطات المحلية لضمان حقوقهم، خصوصا، وأنهم سبق وأن تلقوا وعودا من صاحب المشروع لتسليم شققهم إلا أن الوضع بقي كما هو عليه مند سنة 2019 إلى يومنا هذا.
في الوقت الذي تتضاعف معاناتهم و تتأزم وضعيتهم الاجتماعية والتي وصفت بالمزرية بعد إقدامهم على ترك منازلهم وتقديم كل ما يملكون من مبالغ مالية لصاحب المشروع، هذا الأخير الذي اختفى عن الأنظار ولم يلتزم بوعوده.
هذا وتحدث بعضهم في تصريحات متطابقة عن التنسيق بين كل المستفيدين لتنظيم وقفات احتجاجية أمام المشروع السكني ، وأخرى أمام مقر ولاية جهة مراكش آسفي، للمطالبة بشققهم التي تأخر تسليمها،فمتى تتحرك الجهات المعنية قبل فوات الأوان ،يطرح “مصداقية “الحكومة والدولة على المحك؟