اختتام ربيع أكدال 25 بفاس-توصيات بتسجيل الموسيقى الأندلسية تراثا مغربيا إنسانيا

تختتم اليوم (الثلاثاء) فعاليات “ملتقى ربيع أكدال 2025″، الذي تنظمه مقاطعة أكدال بفاس، تحت شعار “التراث اللامادي ركيزة لتعزيز التنمية المستدامة “، بعد أسبوع حافل بالأنشطة الثقافية والندوات والمعارض.
كما تميز الملتقى بتنظيم مجموعة متنوعة من الأنشطة، ضمنها ندوات متخصصة جمعت خبراء وباحثين لمناقشة العلاقة بين التراث اللامادي والتنمية المستدامة، مع التركيز على كيفية مساهمة التراث في الحفاظ على البيئة، وتعزيز التماسك الاجتماعي والاقتصادي. ونظمت ورشة عمل بيئية ربطت بين الممارسات البيئية المستدامة والعادات المحلية، بهدف تعزيز الوعي البيئي من منظور ثقافي.
وأخذ ملتقى هذه السنة الغني بفقراته وفعالياته، على عاتقه رفع توصيات بضرورة تسجيل الموسيقى الأندلسية تراثا مغربيا إنسانيا، وهو مشروع طموح يروم تحصين الذات الثقافية، ضد كل محاولات الاختراق، كما يعزز ويثمن جزءا مهما من الذاكرة الفنية التراثية الضاربة في عمق التاريخ المغربي بأبعاده المتنوعة العربية، والأندلسية والأمازيغية واليهودية.
ورافقت فعاليات الملتقى تنظيم معارض حية للمنتجات التقليدية والصناعات الحرفية، والتي تعد تجسيدا حيا للمهارات والمعارف المتوارثة عبر الأجيال.
وقال محمد السليماني الحوتي الحسني، رئيس مجلس مقاطعة أكدال بفاس، خلال ندوة صحافية عقدها بحضور عبد السلام الدباغ مدير الدورة، والنائب الدكتور عبد اللطيف رفوع، منسق البرنامج، والنائبان عبد القادر الدباغ ومحمد ادزيري، والدكتورة سهام بلغيثي علوي، رئيسة لجنة الشؤون الثقافية والاجتماعية، إن دورة هذه السنة لامست محاور ومواضيع ومجالات تهم الشأن المحلي بكل أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية والبيئية.
وأكد أن مكتب ومجلس مقاطعة أكدال أخذ على عاتقه تكريس هذا الموعد السنوي، مستحضرا تراكمات الدورات السابقة من جهة، واختيار مواضيع ومحاور جديدة، تدخل ضمن خصوصيات مقاطعة أكدال خاصة ومدينة فاس عامة من جهة أخرى.
وحضر المدخل البيئي متداخلا مع باقي المداخل الرياضية والفكرية والفنية والسوسيو- اقتصادية، باعتبارها أسسا لكل مقاربة تنموية، حيث تم التركيز على الثقافة والتراث، باعتبارهما يمثلان فهما عميقا لمفهوم الاستدامة في ارتباطها بالهوية الثقافية والتراثية.
وشكلت تدخلات رئيس المقاطعة وعبد اللطيف رفوع الذي قدم الأرضية العامة للملتقى وفلسفته، وعبد السلام الدباغ الإطار العام الذي أطر النقاش التفاعلي بين الاعلاميين ومسؤولي المقاطعة، حيث ثم التفصيل في العديد من الفعاليات والفلسفة الواقفة وراءها.
كما ساهمت سهام بلغيثي علوي، الباحثة في التاريخ المعاصر في إثراء النقاش حول فعالية رقمنة الأرشيف الورقي للمقاطعة، والذي يعود لبداية العمل الجماعي بالمغرب على عهد الحماية، وهي إحدي الفعاليات المهمة التي تضمنها برنامج دورة هذه السنة، باعتبار الوثيقة حامل ثقافي وتراثي واجتماعي ومدخل لإعادة كتابة مرحلة مهمة من تاريخ المدينة.
برحو بوزياني
السليماني الحوتي رئيس المقاطعة رفقة أعضاء من المكتب خلال الندوة الصحافية ( خاص)