إصدار”الأشجار المحظورة”…رواية للشاعر عبد السلام المساوي
الناشر قال إنها لم تكن سيرة ذاتية لمؤلفها وحده بل سيرة للأمكنة والأزمنة التي أطرتها

برحو بوزياني
عن دار فضاءات للنشر والتوزيع، عمان، بالأردن، صدرت للمبدع عبد السلام المساوي، رواية “الأشجار المحظورة”، وهي عبارة عن سيرة ذاتية، يقول المساوي، إنها استحضرت أحداثا هامة في حياته كما قدرها، مثلما استحضرت أشخاصا شاركوه تلك الأحداث. وقد صرح بأسماء بعضهم وأخفى أسماء بعضهم الآخر، حسب طبيعة الحدث الذي قد يفرحهم أو يحرجهم.
السيرة الروائية الجديدة، كما قال الأديب جهاد أبو حشيش، مدير دار فضاءات للنشر والتوزيع، “لم تكن سيرة مؤلفها وحده، بل سيرة للأمكنة والأزمنة التي أطرتها، حيث سيجد القارئ نبذا من تاريخ حقيقي للمنطقة، التي ينتمي إليها المؤلف، استخرج بعضها من وثائق المستعمر الفرنسي، وكان شاهدا على بعضها الآخر كما جرى في الواقع”.
يقول أبو حشيش، الشاعر والكاتب الفلسطيني المقيم بالأردن، في نص كلمة الغلاف الأخير، التي خص بها السيرة الروائية “الأشجار المحظورة”، إنها “ليست سيرة تقليدية يحاول الكاتب فيها افتراء البطولات، أو تزيين ما تكسر من صور أو أحداث، بقدر ما نحن أمام ذاكرة لكاتب يكسر مراياه ليرى، وليتجلى الإنسان فيه بكل حالاته، ومواقفه وتبدلاته، جحيمه وجناته، خطاياه وهفواته، والأهم أننا نكتشف منذ الصفحة الأولى روائيًا متمكنًا، وساردا ذكيا، ثري الجملة، يتفيا بلغة الشاعر فيه، ولكنه يظل ممسكا ناصية السرد بذكاء، مما يبعث الحيوية لدى النص ويغوي القارئ للتوغل في مجاهيله.
هذه السيرة، باختصار، ليست سيرة عبد السلام المساوي، بقدر ما هي سيرة قريته، بعاداتها وتقاليدها، وعوالمها الخاصة، بفتنتها وقسوتها، وهي سيرة المغرب وذاكرته الغنية بتفاصيل الأحداث التاريخية التي عايشها فيه وفي أماكن مختلفة في العالم العربي، وعلاقته بالكثير من الأدباء والمثقفين وأهل الأدب في المغرب، والعالم العربي”.
يقول المبدع عبد السلام المساوي في هذا مستهل كتابه الجديد “الأشجار المحظورة”، “الآن أحس بالامتلاء.. عشت ما يكفي. عرفت أناسا كثيرين، وسافرت كثيرا.. جرب ذهني وخيالي كل الأفكار الممكنة. ضحكت كثيرا.. أحيانا على مواقف حقيقية، وأحيانا أخرى على سيناريوهات مختلقة. وبكيت قليلا بكاء عميقا، فأدركت أن القليل أهم من الكثير.
هل كنت خيرا أم شريرا؟ مؤمنا أم ملحدا؟ لا أدري: الخير فعلته، والشر فكرت به، ولكم أحسست بطمأنينة الإيمان، وأنا أدير على لساني كلام الملحدين. ناجيت إلهي بالتفاصيل، فأطلعني على عظمته وسعة غفرانه، فعرفت أن ذنوبي الصغيرة كانت ضرورية، لكي أحس بالتوازن، وأن حسناتي أجبرت عليها إجبار من يتحرج، أو يخجل، أو يخاف.. لذلك، فأنا لا أعتد بها خصوصا بيني وبين نفسي.. ومع ذلك فأنا أواصل العيش على النهج نفسه الذي اخترته أو اختير لي.
لا أعرف، يقولون إن التربية وعوامل المحيط هما اللذان يوجهان المرء في مسار حياته، لكنني أشك في هذه المقولة، لأنها تصادر على حريتي.. أنا إنسان حر، أتخيل ما أريد، وأقول ما يبدو لي صحيحا. أعرف أنني لم أكن جريئا في مواقف عديدة، فضيعت الفرصة تلو الفرصة، ليس لأنني لا أحب الفرص، ولكن لأن جرأتي كانت ستسيء للآخرين أو ستعرقل حريتهم.”