أحمد رباص
اجتمع خبراء دوليون وقادة اقتصاديون وباحثون مرموقون، يوم الأربعاء 21 ماي، بالرباط، لافتتاح النسخة الثالثة من المنتدى الدولي للكيمياء. هذا الحدث ينظمه اتحاد الكيمياء والكيمياء الموازية بشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة والوكالة المغربية للاستثمار وتنمية الصادرات تحت شعار “الصناعة الكيميائية المغربية في قلب التحول الطاقي والتحديات الاستراتيجية”. يهدف هذا الاجتماع إلى توضيح الدور الاستراتيجي للكيمياء في التغيرات الاقتصادية والصناعية والطاقية الكبرى التي يشهدها المغرب، ولكن أيضا بقية العالم.
في كلمته الافتتاحية، صرّح عابد شجر، رئيس الاتحاد، بأن “هذا الحدث يُقام تحت الرعاية السامية لجلالة الملك. وتعكس هذه الرعاية الملكية بُعدا استثنائيا إذ تُبرز الاهتمام بالابتكار والسيادة الطاقية ومكانة المغرب كفاعل محوري في التحول الطاقي. ويسعدنا للغاية أن نرحب بالوفود الاقتصادية الأفريقية الرسمية. إن حضورها في الرباط يُجسّد الرغبة المشتركة في بناء جسور متينة من التعاون الصناعي والتجاري والتكنولوجي بين المغرب وحضوره في القارة”.
وبالنسبة إلى لسيد شاغار، فإن موضوع هذه النسخة “يعكس تماما طموحنا إلى جعل المغرب رافعة مركزية للسيادة الصناعية في مجال الكيمياء وتوفير الزخم والديناميات اللازمة للنمو المستدام والمبتكر لتحديد معالم الكيمياء المغربية في المستقبل”.
من جهته، أشار وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، عبر تقنية الفيديو، إلى أن “الصناعة الكيميائية تُشكّل جوهر التحوّل الصناعي في بلدنا، لا سيما من خلال الاستثمارات الكبرى”. ولاحظ أن “الكيمياء اليوم، كما كانت دائما، تُشكّل جوهر صناعة الأدوية والأسمدة وغيرها كثير”.
لدينا اليوم مجموعة من العوامل الاستثنائية. أولاً، رؤية ملكنا، التي تنبع من طموح نحو استراتيجيات دقيقة للغاية. ومن ثم، وصول أعداد كبيرة من المواهب الجديدة التي ستسمح لنا بتحويل كافة مشاريعنا إلى واقع. وأخيرا، يجب أن تكون الكيمياء في قلب استراتيجياتنا وفي قلب الابتكار”. وأشار أحمد محرو، المدير العام لشركة SBU Manufacturing التابعة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، إلى أن “موضوع هذه النسخة يتطابق تماما مع طموحات مجموعتنا. نحن في المكتب الشريف للفوسفاط نعتبر الكيمياء بمثابة رافعة أساسية لبناء نموذج صناعي أكثر مرونة وسيادة واستدامة. المرحلة الثالثة من استراتيجيتنا تعتمد على المواد الكيميائية الدقيقة؛ توليد قيمة مضافة تعتمد على التنوع والاقتصاد الدائري وتطوير المهن المستقبلية”.
هذا، ويشكل القطاع الكيميائي في المغرب ما يقارب 30% من الإنتاج الصناعي الوطني. وباعتباره المستثمر الصناعي الرائد والمنتج لرقم أعمال يبلغ 190 مليار درهم وأكثر من 180 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، يعمل المغرب على ترسيخ نفسه كلاعب رئيسي في الصناعة الكيميائية، مدفوعا باستثمارات كبيرة وطموحات الاستدامة.
مع فجر ثورة الطاقة، لعبت الكيمياء دوراً حاسماً في تصميم الحلول المبتكرة لتلبية الاحتياجات إلى الطاقة العالمية. ومن المتوقع أن تلعب المملكة، الغنية بالموارد المعدنية والطبيعية، دوراً رئيسياً في هذا المجال.
تركز هذه النسخة على موضوعات مثل البطاريات عالية الأداء، والهيدروجين الأخضر، وتطوير التعدين والموارد الطبيعية، وغيرها من المجالات الاستراتيجية. سيوفر هذا الحدث فرصة لتسهيل التبادلات والمناقشات والشراكات ولتوفير الزخم والديناميات اللازمة للنمو المستدام والمبتكر لتحديد معالم الكيمياء المغربية في المستقبل.