اخبار جهوية

أحياء برشيد تحت رحمة البعوض.. معاناة متكررة تؤرق الساكنة وسط صمت الجهات المسؤولة

عزيز الحنبلي -برشيد – 22 ماي 2025

   تعيش ساكنة مدينة برشيد على وقع معاناة متواصلة بسبب الانتشار المهول للبعوض في عدد من الأحياء، وهي ظاهرة موسمية متكررة تشتد مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب فصل الصيف. فقد تحولت الليالي إلى جحيم حقيقي للعديد من الأسر، وسط صمت السلطات وتذمر الساكنة من غياب حلول فعالة ومستدامة.

ولا تزال ظاهرة انتشار البعوض بشكل مفاجئ تشكل حديث العامة في برشيد، خاصة بعد موجة الحرارة التي عرفها شهر ماي الجاري، والتي أعقبت تساقطات مطرية غزيرة هذا العام، ما أدى إلى تشكّل مستنقعات وبرك مائية داخل المدينة وفي محيطها، خصوصاً في أحواض وصهاريج المياه العادمة بالمنطقة الصناعية، ومنطقة سيدي الجيلالي وعرصة الشاوية، ما ساهم في تفاقم الظاهرة.

وفي الوقت الذي حذر فيه نشطاء جمعويون وسياسيون من التداعيات الصحية الخطيرة للبعوض على السكان، خاصة الأطفال والمسنين والمرضى، لم تُسجَّل أي خطوات واضحة من طرف السلطات المحلية أو المجلس الجماعي لبرشيد لمواجهة الظاهرة، مما أثار موجة من الاستياء والتساؤلات حول سبب التأخر في اتخاذ خطوات استباقية قبل حلول فصل الصيف.

من جهتها، دعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببرشيد المجلس الجماعي إلى اتخاذ إجراءات مستعجلة لمواجهة انتشار البعوض، مؤكدة توصّلها بشكايات متكررة من المواطنين بسبب الأضرار الناجمة عن هذه الظاهرة، ومشددة على ضرورة المعالجة الجذرية، وليس الاكتفاء بالحلول الموسمية التي ثبت عدم فعاليتها.

وطالبت الجمعية بضرورة معالجة المياه العادمة، والقيام بحملات رش المبيدات بشكل مكثف في البرك والمستنقعات التي تشكّل بؤراً سوداء لتكاثر الحشرات، محذّرة من مغبة استمرار التأخر في التحرك إلى ما بعد تفاقم الوضع.

وعلى الرغم من أن المجلس الجماعي لبرشيد يستخدم، مع اقتراب فصل الصيف، بعض آليات التدخل لرش المبيدات في المناطق المتضررة، إلا أن غياب إعلان رسمي عن خطة واضحة وإجراءات ملموسة يزيد من قلق المواطنين.

وفي هذا السياق، حذر عدد من المتابعين من أن دورة حياة البعوض قد تجاوزت بالفعل مرحلة التبييض، ما يعني أن موجة الانتشار بدأت فعلياً، داعين قسم حفظ الصحة بجماعة برشيد إلى تدخل فوري قبل خروج الوضع عن السيطرة.

ويأمل المواطنون أن تكون الجهات المعنية في مستوى تطلعاتهم، من خلال تحركات ميدانية حقيقية تُعيد للمدينة طمأنينتها، وتضع حدًا لمعاناة طال أمدها مع ظاهرة تتكرر كل سنة دون حلول جذرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى