الأوضاع في جل المجالات لا تسير على مايرام ..المدرسة العمومية تئن . الثقافة تترنح . البطالة وحش يأكل الشباب بدون شفقة . الأكل حتى الشبع أصبح بعيدا عن فيئات وشرائح إجتماعية واسعة . الجامعة أصابتها كارثة أغادير بجرح غائر سيترك أثاره واضحة على “وجه” الجامعة . مختلف الفنون سقط جلها في الرداءة والتفاهة .النخبة المعول عليها توارت إلى الخلف . وحدها بعض الأنوار الخفيفة لم تعد قادرة على تبديد سمك العتمة ..
أمام كل ذلك وغيره كثير ، يبقى سؤال ما العمل له راهنيته لإعادة توجيه البوصلة نحو البحث عن الأجوبة القادرة على شق طريق البناء الحقيقي لخلق الفرح في نفوس الناس .. إن خلق الفرح كما هو مطلوب ، لا يمكن انتظاره من فاعل واحد( لنقل الحكومة ) الذي لا يعير الإهتمام الكافي لما يحصل من تشابكات بين خيوط الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية ؛ واستسراء الفساد فيها و في مفاصل الدولة والمجتمع بشكل غير مسبوق . إن بلوغ ذلك الهدف المنشود، يبقى كذلك من مسؤولية الأحزاب الوطنية والتقدمية . والنقابات . والمجتمع المدني . والنخب الحية .كلهم يعتبرون لاعبين مسؤولين يجب عليهم الإنخراط في صنع الفرح . وللقيام بذلك ، يطلب، وبإلحاح شديد من إطارات ذلك النسيج التنظيمي المتعدد العودة إلى الوضوح . ومصارحة المواطنين والمواطنات. وتعبئتهم للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم .وإعداد الخطط النضالية السلمية ذات النفس الطويل لتوفير الشروط الكفيلة بخلق إنبعاث حقيقي لفعل سياسي ناهض في البلاد تغلب فيه مصلحة المحتمع والوطن ؛ بدلا من التركيز على المصالح الفئيوية الضيفة .. وفي آعتقادي أن ذلك يعد مدخلا لا مفر منه لتوفير الأجواء الكفيلة لضمان التقدم . واستتباب السلم الإجتماعي المنشود ..