عزيز الحنبلي -تنوير
أسدل الستار، يوم الجمعة 23 ماي 2025، على فعاليات النسخة الحادية والعشرين من التمرين العسكري المشترك المغربي الأمريكي “الأسد الإفريقي 2025″، بتنظيم مناورات جوية وبرية كبرى في منطقة كاب درعة بإقليم طانطان، تحت إشراف مباشر من الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، والجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم).
هذا التمرين، الذي يُعد الأضخم من نوعه على مستوى القارة الإفريقية، عرف مشاركة أكثر من 10 آلاف جندي من أزيد من 40 دولة، من بينها سبع دول منضوية تحت لواء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وامتدت فعالياته إلى كل من المغرب وتونس وغانا والسنغال. وقد نُظم تحت إشراف مشترك بين القوات المسلحة الملكية المغربية والقيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، بهدف تعزيز جاهزية القوات، وتكثيف التنسيق والتعاون العسكري متعدد الجنسيات، والرفع من قابلية التشغيل البيني في مواجهة التحديات الأمنية المعاصرة.

وشهدت التمارين في كاب درعة تنفيذ عمليات ميدانية دقيقة تحاكي سيناريوهات قتالية ضد عدو افتراضي، تم خلالها استخدام ذخائر حية، ومشاركة راجمات الصواريخ HIMARS، ومدافع M109A5، ومقاتلات F-16 المغربية. كما نُفذت عمليات هجومية برية وجوية منسقة، شاركت فيها وحدات من القوات الخاصة المغربية والأمريكية، إلى جانب تدخلات دقيقة لقوات الرد السريع المغربية، التي ظهرت لأول مرة في تمرين ميداني بهذا الحجم.
وشملت المناورات أيضًا عمليات تدمير أهداف استراتيجية افتراضية، مثل محطة رادار للعدو مخصصة لرصد الطائرات المسيّرة، وتفكيك حقول ألغام لفتح ممرات آمنة بواسطة آليات هندسة عسكرية، بالإضافة إلى عمليات دعم لوجستي مشتركة تم فيها إجلاء جرحى بواسطة مروحية “بوما”، وقطر العربات المدرعة لأغراض الصيانة والتأهيل.
وعلى هامش الطابع القتالي للتمرين، تم تنفيذ برامج إنسانية وخدماتية مهمة لفائدة السكان المحليين، شملت حملات طبية وجراحية وبيطرية في عدد من المدن والمناطق، أبرزها أكادير، طانطان، تيزنيت، القنيطرة، بنجرير وتيفنيت، ما يجسد البعد الإنساني للمناورات ودورها في ترسيخ العلاقات المدنية-العسكرية.

وقد أكد هذا التمرين، مرة أخرى، على متانة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، والحرص المشترك على تطوير قدرات القوات المسلحة لمواجهة التهديدات المعقدة، وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، عبر عمل ميداني منسق يعكس نضج التعاون العسكري متعدد الأبعاد.
زر الذهاب إلى الأعلى