أحمد رباص
حاول علي موطيب، ضيف برنامج “L’Info en Face”، رسم خطوط التوتر في الشرق الأوسط على ضوء نظام دولي فقد تماسكه، فبين تجاهل الغرب لغزة وأبرز المواقف المتناقضة للقوى الإقليمية، راسما صورة لعالم متصدع، اختلت توازناته وداست الأقدام “قانونه الدولي” على مرأى ومسمع من الجميع.
عاد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى الساحة الدولية بعنف غير مسبوق منذ أكتوبر 2023؛ الشيء الذي أضاء على نحو مفزع المفارقات والنفاق الكامن وراء خطاب الجهات الجيوسياسية الفاعلة.
في البرنامج المذكور أعلاه والذي بث يوم 26 ماي على قناة تابعة لجريدة “le matin” الاستقلالية، قام علي موطيب، المتخصص في العلاقات الدولية وإدارة المخاطر، بتحليل تفكك المواقف الغربية، وصعود الجهات الفاعلة الإقليمية الانتهازية، والعجز الواضح للمؤسسات الدولية عن مواجهة المأساة التي انكشفت فظاعتها في غزة.
وبينما تنهال التفجيرات على هذه المنطقة المحاصرة، تتعرض القيم الأخلاقية والإنسانية التي يفتخر بها الغرب للتقويض، كما أكد ضيف رشيد حلاوي.
لدعم وجهة نظره، قارن علي موطيب، رئيس مؤسسة الحكامة الشاملة والسيادة، بين الصراع الروسي الأوكراني والمأساة الحالية التي تعصف بقطاع غزة. وذكر المشاهدين بأنه عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا، تمكن الغرب من صياغة موقف سياسي وأخلاقي موحد نادر، ترجم إلى دعم ثابت لكييف، مدفوعا بسردية واضحة ومنظمة، ترتكز على الإدانة القاطعة للعدوان الروسي والشرعية الكاملة للمقاومة الأوكرانية.
لكنه لستدرك قائلاً: في سياق الحرب في غزة لم يظهر المجتمع الدولي نفس الوحدة أو نفس التعبئة الحماسية. بيد أن ما حدث (ويحدث) في غزة ليس أقل من مذبحة. واستطرد علي موطيب بصراحة قائلا: عشرات الآلاف من المدنيين تمت إبادتهم، ودمرت بشكل منهجي ومنظم البنية التحتية الحيوية (مستشفيات، مدارس ومنازل).
وقع كل ذلك في سياق حصار لا يرحم، يصر على حرمان السكان من الموارد الأساسية. وأصاف ضيف البرنامج أن هذا التصعيد المأساوي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يؤكد على المعايير المزدوجة التي تحكم العلاقات الدولية.