ثقافة و فن

تكريمات وازنة في الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة

عزبز الحنبلي -تنوير

 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تستعد مدينة خريبكة لاحتضان فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان السينما الإفريقية، الذي تنظمه مؤسسة المهرجان الدولي للسينما الإفريقية، وذلك خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 28 يونيو 2025.

وتتميز هذه الدورة بتكريم شخصيتين بارزتين أثرتا الساحة الفنية والثقافية في إفريقيا والمغرب، وهما السينمائي السنغالي منصور صورا واد، والمغني والممثل المغربي عمر السيد، اعترافاً بإسهاماتهما المتميزة في مجالي السينما والموسيقى.

ولد المخرج منصور صورا واد سنة 1952، وتلقى تكوينه السينمائي في فرنسا قبل أن يعود إلى بلده ليتولى مسؤولية الأرشيف المرئي بوزارة الثقافة السنغالية. شارك في مهرجان خريبكة لأول مرة سنة 1990 خلال دورته الرابعة بفيلمه القصير “فاري الدابة”، لتتوالى مشاركاته لاحقًا، من أبرزها حضوره في الدورة الثانية عشرة بفيلم “نيران مانصاري” ضمن المسابقة الرسمية، كما كان عضوًا بلجنة تحكيم الدورة الرابعة عشرة. ويُعد واد من رموز الجيل الثاني للسينمائيين السنغاليين، حيث ترك بصمته في مختلف التظاهرات السينمائية بالقارة السمراء، مدافعًا عن قضايا السينما والسينمائيين في إفريقيا.

أما المحتفى به المغربي، عمر السيد، فهو من مواليد سنة 1947، ويُعد أحد مؤسسي مجموعة “ناس الغيوان”، التي انطلقت من رحم المسرحية الشهيرة “الحراز” سنة 1970، واستمرت كرمز فني ملتزم، ناقشت من خلال أغانيها قضايا وهموم الشعب المغربي والعربي منذ السبعينيات. لم يقتصر إبداع عمر السيد على الغناء فقط، بل برز أيضًا كممثل في عدد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، من بينها فيلم “دم الآخر” (1996) و”مبروك” (1999). كما شارك في الفيلم الوثائقي “الحال” (1982)، الذي تناول تجربة “ناس الغيوان” من الداخل، وقد عُرض هذا الفيلم في مهرجان “كان” السينمائي الدولي سنة 2007، وتم اختياره لاحقًا من طرف المخرج العالمي مارتن سكورسيزي ليُعرض في افتتاح “المنظمة العالمية للسينما”، لما يحمله من لحظات فنية خالدة تجسد عبقرية المجموعة في بداياتها.

ويُعتبر مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة من أعرق المهرجانات السينمائية بالمغرب، حيث تعود أولى دوراته إلى سنة 1977، ويحتل المرتبة الثالثة على الصعيد القاري بعد “أيام قرطاج السينمائية” بتونس، و”فيسباكو” ببوركينا فاسو، مما يؤكد مكانته الرفيعة في المشهد الثقافي الإفريقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى