عزيز الحنبلي -تنوير
في تطور لافت يُنذر بتصعيد جديد في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، أعلنت كييف، اليوم الأحد، تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت أربعة مطارات عسكرية روسية، وأسفرت عن تدمير أكثر من 40 طائرة حربية، معظمها قاذفات استراتيجية.
ووفق ما أفاد به مسؤول أمني أوكراني لوكالة “أسوشييتد برس”، فإن الهجوم نُفذ باستخدام طائرات مسيرة محملة بمتفجرات، وقد استغرق الإعداد له ما يزيد عن عام ونصف، بإشراف مباشر من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقد أُطلق على العملية اسم “شبكة العنكبوت”.
وأوضح المسؤول أن الطائرات المسيرة تم إخفاؤها داخل هياكل خشبية صُممت على شكل أعشاش، وتم نقلها بواسطة شاحنات إلى محيط القواعد المستهدفة. وبآلية تحكم عن بعد، تم فتح أسقف تلك الهياكل لتُطلق المسيرات باتجاه أهدافها العسكرية داخل العمق الروسي.
وأكد جهاز الأمن الأوكراني (SBU) في بيان عبر “تليغرام” أن العملية كبدت سلاح الجو الروسي خسائر تُقدّر بسبعة مليارات دولار، وألحقت أضرارًا جسيمة بـ34% من أسطول القاذفات الاستراتيجية القادرة على حمل صواريخ كروز.
من جهتها، ردت روسيا بشن هجمات صاروخية وجوية مكثفة على العاصمة الأوكرانية كييف، وذلك في وقت تستعد فيه الأطراف المتصارعة لجولة جديدة من المحادثات المباشرة غدًا في مدينة إسطنبول.
وفي تطور ميداني لافت، أظهرت صور ومقاطع فيديو نُشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي احتراق طائرات قاذفة داخل قاعدة “بيلايا” الجوية الواقعة في منطقة إيركوتسك بسيبيريا. ويُعد هذا الهجوم، بحسب السلطات المحلية، الأول من نوعه في منطقة تبعد أكثر من 4300 كيلومتر عن جبهات القتال، ما يشير إلى تطور لوجستي كبير في قدرة أوكرانيا على نقل الطائرات المسيرة إلى عمق الأراضي الروسية.
وأكد حاكم منطقة إيركوتسك، إيغور كوبزيف، وقوع هجوم بطائرات مسيرة على وحدة عسكرية قرب قرية سريدني، مشيرًا إلى أن المسيرات انطلقت من شاحنة كانت في الجوار، دون تحديد الهدف الدقيق للهجوم.
ويرى مراقبون أن هذه الضربة قد تمثل تحولًا نوعيًا في تكتيكات الحرب، إذ تكشف عن قدرة أوكرانيا على تنفيذ عمليات مركّبة في عمق الأراضي الروسية، مما قد يُربك الحسابات العسكرية لموسكو ويضع ضغطًا إضافيًا على القيادة الروسية مع استمرار الصراع.
