الحرب في غزة: السلطات المصرية تعتقل أكثر من 200 متظاهر مؤيد للفلسطينيين الذين سقط منهم 123 قتيلا في الآونة الأخيرة

أحمد رباص
حثّت إسرائيل مصر يوم الأربعاء على منع أي “استفزاز” مؤيد للفلسطينيين على أراضيها. ويجري حاليا تنظيم فعاليتين: المسيرة العالمية إلى غزة، التي تنطلق يوم الجمعة من القاهرة، وقافلة “الصمود المغاربية لكسر الحصار عن غزة”، وهي قافلة تنطلق من تونس إلى قطاع غزة.
تشهد منظمة إسرائيلية غير حكومية بأن ريما حسن وخمسة ناشطين آخرين كانوا على متن السفينة “مادلين” في طريقهم إلى المطار لترحيلهم. وقالت منظمة عدالة الإسرائيلية غير الحكومية التي تساعد الناشطين على متن السفينة المتجهة إلى غزة الذين اعتقلتهم إسرائيل، اليوم الخميس، إنها تلقت إخطارا من سلطات الهجرة بأن ستة منهم – بمن فيهم عضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية الفلسطينية ريما حسن – في طريقهم إلى المطار.
“بعد أكثر من 72 ساعة من الاحتجاز في إسرائيل عقب اعتراض سفينة مادلين بشكل غير قانوني في المياه الدولية، يتم الآن نقل ستة متطوعين إلى مطار بن جوريون لترحيلهم”، بحسب المنظمة غير الحكومية.
وأضافت في بيان أن هؤلاء الناشطين الستة هم ريما حسن وفرنسي آخر وأربعة أشخاص من ألمانيا وتركيا وهولندا والبرازيل، و”يجب طردهم اليوم [الخميس] أو في وقت مبكر من صباح غد [الجمعة]” .
قافلة التضامن مع غزة، المعروفة باسم “الصمود” المرادف للمقاومة، هي قافلة تضم ناشطين تونسيين وجزائريين ومغاربة وموريتانيين. تتواجد القافلة حاليا في ليبيا، وتعتزم العبور إلى مصر في طريقها إلى قطاع غزة.
الخميس ثاني عشر يونيو (12) هو اليوم الرابع من مسيرة “قافلة الصمود المغاربية..”، التي انطلقت برا الاثنين من تونس ووصلت إلى ليبيا الثلاثاء، ويُخَطَّط لها أن تصل إلى القاهرة يومه الخميس، ثم إلى معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة يوم الأحد المقبل.
هذه القافلة لا تحمل مساعدات إنسانية، بل هي “عمل رمزي” لدعم غزة، التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها “أكثر بقاع العالم جوعا”، كما أوضحت الناشطة جواهر شنا، المتحدثة باسم الائتلاف التونسي للتنظيم.
في هذه الأثناء، تشترك المسيرة العالمية، وقافلة الصمود، ومركب مادلين، الذي اعترضته السلطات الإسرائيلية يوم الاثنين، في “أهداف مشتركة”، لكنها “ثلاث حركات مختلفة”، وفقا لمنظمي المسيرة الدولية إلى غزة. وأوضحوا أن نحو أربعة آلاف (4000) ناشطا من نحو أربعين (40) دولة حجزوا رحلات جوية إلى القاهرة للمشاركة في المسيرة. والهدف هو السفر من القاهرة بالحافلة إلى مدينة العريش شمال سيناء، على بُعد ثلاثمئة واربعون وأربعين (344) كيلومتر شمال غرب العاصمة، ثم السير على الأقدام إلى رفح، على الجانب المصري من الحدود.
بسبب التوترات الإقليمية المتزايدة، تفرض الولايات المتحدة قيودا على حركة موظفي سفارتها في إسرائيل. لهذا قررت يومه الخميس، تقييد سفر موظفي الحكومة الأميركية وعائلاتهم إلى إسرائيل بسبب عدم الاستقرار الإقليمي.
من أجل النجاة بجلدهم، يُمنع موظفو الحكومة الأمريكية وأفراد عائلاتهم من السفر خارج منطقة تل أبيب الكبرى والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر. ويُسمح بالعبور بين هذه المناطق الثلاث، بما في ذلك من وإلى مطار بن غوريون، وفقا لبيان صادر عن السفارة الأمريكية في القدس، في الوقت الذي تزعم فيه العديد من وسائل الإعلام الأمريكية أن إسرائيل تُعدّ على ما يبدو لهجوم على إيران.
على صعيد آخر، تم اعتقال مئتي (200) ناشط مؤيد للفلسطينيين في القاهرة قبل مسيرة غزة. وقال سيف أبو كشك، المتحدث باسم التجمع المُنظّم للمسيرة الدولية إلى غزة، يومه الخميس: “ما حدث – من مداهمات للفنادق، واستجواب للمشاركين، ومصادرة هواتف، وتفتيش للأشخاص والأمتعة في المطار – كان مفاجئا تماما”. وأضاف: “ما يحدث الآن لا علاقة له بمواقفنا، بل بطريقة تعامل السلطات المصرية مع الوضع”.
وقال الناطق الرسمي باسم مسيرة غزة العالمية، يوم الأربعاء، إنها أرسلت طلبا للحصول على تصريح رسمي إلى القاهرة وسفارات الدول المختلفة المعنية “منذ عدة أسابيع”، لكن “لم تتلق أي رد رسمي” حتى الآن.
وقالت كاترين لو سكولان كيري، المتحدثة باسم الوفد الفرنسي للمجموعة: “نحن ننتظر موقفا من الحكومة الفرنسية والحكومة المصرية، ولكن لم يقدم أحد ردا واضحا”.
وأضافت لوكالة فرانس برس: “في الوقت الراهن، قبل أقل من أربعة وعشرين (24) ساعة من المسيرة، الجميع يتبادلون الاتهامات”، دون أن تتمكن من تحديد عدد الناشطين الفرنسيين المحتجزين حاليا في القاهرة.
كحصيلة مأساوية خلال ال24 ساعة الأخيرة، استمر القصف الإسرائيلي على أهداف مدنية بقطاع غزة، مخلفا عشرات الجرحى والقتلى، وخلال المدة المذكورة وصلت إلى مستشفيات القطاع جثث مائة وثلاثة وعشرين (123) شهيدا وأربعمىة وأربعة وسبعين (474) مصابا، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا الإبادة إلى 55 ألفا و104 قتلى و127 ألفا و394 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023.
ومع استمرار التجويع الذي تمارسه إسرائيل منذ 2 مارس، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين خلال محاولتهم الحصول على “المساعدات الأمريكية ـ الإسرائيلية” منذ 27 ماي إلى مائتين وأربعة وعشرين (224) قتيلا وأكثر من ألف و858 مصابا، وذلك عقب قتل الجيش الإسرائيلي الأربعاء 57 فلسطينيا وإصابته 363 آخرين.
ميدانيا، أعلنت “كتائب القسام” أنها تمكنت من قنص جندي إسرائيلي شرق مدينة خان يونس، بينما تحدث إعلام عبري عن مقتل عسكريين إسرائيليين اثنين في معارك بخان يونس، بينما لم يصدر على الفور تعليق رسمي من تل أبيب. كما أعلن الجيش الإسرائيلي انتشال جثتي أسيرين من خان يونس جنوب القطاع، لكن لم يصدر على الفور تعقيب من حركة “حماس” بهذا الخصوص.