أحمد رباص
شنت إيران، مساء اليوم الجمعة، هجوماً صاروخياً على دولة الاحتلال الإسرائيلي، رداً على العدوان الواسع الذي نفذته الأخيرة فجر اليوم على مواقع نووية ومقارّ عسكرية إيرانية، ما أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين في إيران. وقالت وكالة إرنا الإيرانية الرسمية، إنّ “الرد الإيراني الساحق قد بدأ بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية”، فيما أكد مسؤول عسكري إيراني أن “عشرات الصواريخ الباليستية” الإيرانية في اتجاهها نحو إسرائيل
ودعا الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، السكان إلى البقاء قرب الملاجئ بعد إعلانه عن استمرار ضرباته في إيران بوتيرة متواصلة.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، في بيان بأن إيران “تجاوزت الخطوط الحمراء بتجرؤها على إطلاق صواريخ على مراكز حضرية في إسرائيل”. وأضاف: “سنواصل الدفاع عن مواطني إسرائيل ونضمن أن يدفع نظام آيات الله ثمنا باهظا على أفعاله الشنيعة”.
.وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه “رصد إطلاق صواريخ من إيران نحو الأراضي الاسرائيلية حيث تعمل منظومة الدفاع الجوي لاعتراض التهديد. يجب الدخول إلى المناطق المحصنة والبقاء فيها حتى إشعار آخر”، متحدثاً عن إطلاق عشرات الصواريخ من إيران. ودوت انفجارات في منطقة تل أبيب، إثر إطلاق الصواريخ الإيرانية. وتحدثت أنباء أولية عن سقوط عدة صواريخ في المنطقة، في حين ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن التقديرات تشير إلى إطلاق نحو 100 صاروخ من إيران.
من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي خلال كلمة عبر الفيديو أمام مجلس الأمن الدولي: “أبلغتنا السلطات الإيرانية بهجمات على منشأتين أخريين، في موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم وفي أصفهان”، حيث يقع مصنع للتحويل.
وأعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أن رئيس الوزراء كير ستارمر والرئيس الأمريكي دونالد ترامب “اتفقا” على “أهمية الدبلوماسية والحوار” في حل الصراع بين إسرائيل وإيران خلال محادثة هاتفية مساء الجمعة .
جاء في البيان أن “الزعيمين ناقشا العمل العسكري في الشرق الأوسط خلال الليل واتفقا على أهمية الدبلوماسية والحوار”، مضيفا أن زعيم حزب العمال “أكد مجددا المخاوف الخطيرة التي تشعر بها المملكة المتحدة بشأن البرامج النووية الإيرانية” .
في المقابل، رفض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، يوم الجمعة، أي ضبط للنفس تجاه إسرائيل عقب الهجمات على الأراضي الإيرانية. وقال لنظيره البريطاني ديفيد لامي، وفقا لتصريحات نقلتها الدبلوماسية الإيرانية، إن إيران ترفض دعوتها إلى “ضبط النفس عقب العدوان الإسرائيلي “.
في وقت مبكر من مساء اليوم، صرّح رئيس الأركان الإسرائيلي، الفريق إيال زامير، في بيان له بأن إسرائيل تواصل ضرب إيران “بكل قوة”. وفي صباح الجمعة، أعلنت إسرائيل أنها شنّت عملية غير مسبوقة ضد مواقع عسكرية ونووية في إيران.
في إسرائيل، دعا الجيش الإسرائيلي المواطنين إلى البقاء بالقرب من الملاجئ في نهاية اليوم، إذ تعرضت الدولة العبرية لموجة من الهجمات الصاروخية المُطلقة من إيران. وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان له: “تم تفعيل حالة التأهب في عدة مناطق من البلاد، [بما فيها تل أبيب والقدس] عقب رصد صواريخ أُطلقت من إيران باتجاه أراضي دولة إسرائيل” .
أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية، التي شُنّت ليلة الخميس/الجمعة، في شمال غرب إيران عن مقتل 18 شخصا وإصابة 35 آخرين على الأقل، وفقا لتقرير وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”. واستهدفت الغارات الجوية أحد عشر موقعا على الأقل في المنطقة، بما فيها سبعة مواقع حول تبريز، العاصمة الإدارية.
وقُتل ما لا يقل عن اثنين من قادة الحرس الثوري في الهجمات الليلية، من بينهم قائده، الجنرال حسين سلامي، والجنرال غلام علي رشيد، وفقا لوسائل إعلام محلية. كما قُتل رئيس الأركان الإيراني، الجنرال محمد باقري، وفقا للتلفزيون الرسمي.
هذا، وقد توعد الرئيس الجديد للحرس الثوري عبد الرحيم موسوي إسرائيل بـ”أبواب جهنم” في رسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” على قناتها على تلغرام، يومه الجمعة .
من جانبه، أعلن آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، في خطاب متلفز مساء اليوم، أن “النظام الصهيوني ارتكب خطأ لا يغتفر” والذي “سيجعله لا شيء”.
في وقت سابق من اليوم، عيّن المرشد الأعلى الجنرال عبد الرحيم موسوي رئيسا لهيئة الأركان العامة للجيش الإيراني بعد وفاة سلفه محمد حسين باقري، وفقا لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا). وسيخلف الجنرال محمد باكبور حسين سلامي أيضا.
على صعيد آخر، عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ندوة صحفية مساء الجمعة حول الوضع في الشرق الأوسط. وأكد رئيس الدولة إدانة فرنسا لتسريع وتيرة البرنامج النووي الإيراني. وقال ماكرون إن فرنسا “لا تشارك” إسرائيل هذا النهج، لكن الضربات “حققت نتائج طال انتظارها”.
وأضاف قائلًا: “ندعم أمن إسرائيل، وإذا تعرضت إسرائيل لهجوم، فستشارك فرنسا في عملياتها الدفاعية إذا استطاعت ذلك” . وأوضح أنه “لا ينوي المشاركة في أي عملية هجومية”.
من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا يوم الجمعة عند الساعة التاسعة مساء بتوقيت باريس عقب الضربات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية.