عزيز الحنبلي -تنوير
شهد محيط مقر عمالة إقليم برشيد صباح اليوم احتجاجات حاشدة نفذها عدد من الباعة الجائلين بالقيسارية، عقب توصلهم بقرار يقضي بإخلاء الملك العمومي ومنعهم من مزاولة أنشطتهم التجارية وسط المدينة.
وجاءت هذه الخطوة في إطار استعداد السلطات المحلية لإطلاق أكبر حملة لتحرير الفضاءات العمومية بمدينة برشيد، تنفيذاً لخطة شاملة تهدف إلى تنظيم المدينة واستعادة النظام العام، خاصة بعد تصاعد شكاوى المواطنين والتجار من ظاهرة احتلال الأرصفة والطرقات، والتي تتسبب في عرقلة السير وتشويه المشهد الحضري.
وعبّر المحتجون عن رفضهم لما وصفوه بـ”قرار مفاجئ وغير منصف”، صادر عن جماعة برشيد والسلطات المحلية، دون تقديم بدائل قانونية أو أسواق نموذجية تراعي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعيشونها.
وفي هذا السياق، طالب الباعة المتضررون بضرورة توفير سوق نموذجي جديد في القيسارية، فوق حديقة المسجد الأعظم، على غرار ما تم تخصيصه لمطعم “ماكدونالدز” في المنتزه المجاور. وأكدوا أنهم لا يعارضون التنظيم، بل يطالبون فقط بحلول عملية تضمن لهم الحق في العمل بكرامة.
وقال أحد المحتجين: “نحن أبناء هذا الوطن، لا نطلب سوى مساحة نسترزق منها بكرامة وبشكل قانوني”، موجهاً نداءً عاجلاً إلى عامل إقليم برشيد والمنتخبين المحليين من أجل فتح باب الحوار وإيجاد حلول عادلة تحفظ حقوق هذه الفئة.
ومن المنتظر أن تستعين السلطات خلال هذه الحملة المرتقبة بعدد من الموارد البشرية واللوجيستيكية، تشمل أعوان السلطة، القوات المساعدة، الشرطة الإدارية، وبدعم من المصالح الأمنية، لضمان تنفيذ العملية في إطار يحترم القانون وحقوق الأفراد.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار سياسة تروم إعادة الاعتبار للملك العمومي وترسيخ مبادئ احترام القانون والمصلحة العامة، عبر تحقيق توازن بين تنظيم المدينة وضمان العيش الكريم للمواطنين.