في أجواء فنية وإنسانية مفعمة بالتأثر والتفاعل، احتضنت مؤسسة التفتح الأدبي والفني بطاطا أمسية دامجة متميزة، كان من أبرز فقراتها تقديم العرض المسرحي “أمل”، الذي شكل لحظة فنية قوية أضاءت على واقع الإعاقة من منظور إنساني واجتماعي عميق.
المسرحية، التي جاءت في قالب مونودرامي، تناولت معاناة الأطفال في وضعية إعاقة، وسلطت الضوء على التحديات اليومية التي يواجهونها، دون أن تغفل طموحاتهم وقدراتهم اللافتة، ورسالتهم الصامتة التي تنشد الاعتراف بحقوقهم وتحقيق إدماجهم الكامل في المجتمع.
ولم يخلُ العرض من لمسة موسيقية مؤثرة، إذ أدّى المشاركون أغنية جماعية ذات بعد إنساني، ترددت فيها عبارة “هاد الشي ماشي معقول”، كتعبير صادق عن الرفض لكل أشكال الإقصاء والتمييز التي تطال هذه الفئة. وقد عكست هذه اللحظة تفاعلاً وجدانياً عميقاً من طرف الحضور، الذين عبروا عن تضامنهم الكامل مع قضايا الأطفال في وضعية إعاقة.
العرض المسرحي “أمل” نجح في ترسيخ قناعة مفادها أن الاختلاف ليس نقصاً، بل هو غنى إنساني يستحق الاحترام والرعاية، وأن الطريق نحو مجتمع منصف وشامل يمر عبر الوعي، والاعتراف بحقوق جميع أفراده دون تمييز.