ثقافة و فن

الدار البيضاء: حسن نرايس يؤطر لقاء مفتوحا ضمن فعاليات الدورة 13 للمعرض الوطني للكتاب المستعمل

عبد العالي سراج الدين

نظم نادي ٱلقلم، يوم السبت ثامن وعشرين يونيو ابتداء من الساعة الخامسة والنصف مساء، لقاء مفتوحا مع الجمهور تحت عنوان “الكتاب المستعمل ذاكرة تتحدى النسيان”. قام بتسيير هذا اللقاء الدكتور نبيل الصافي وأطره كل من الإعلامي حسن نرايس والأستاذ راغب أمين.
افتتح الدكتور نبيل الصافي اللقاء بتحية راقية مليئة بالتقدير والإحترام موجهة إلى المنظمين ،الذين صبروا حتى يستمر هذا المنجز الجميل الذي يحمل اسم معرض الكتاب المستعمل.
الحقيقة هي أننا أمام معرض للمعرفة لأن الكتاب يحتاج إلى من يبحث فيه، ويهتم به باعتباره مصدرا ثريا للمعرفة والثقافة.
ووجه تحية خاصة مرفوقة بالشكر إلى جمعية البيضاويين للكتبيين بالدار البيضاء لأنها اخذت على عاتقها الاهتمام بهذا المعرض الذي نظم تحت شعار “الكتاب المستعمل ذاكرة تتحدى النسيان”.
يقول نبيل الصافي مسير الندوة: أنا أحب الكتاب المستعمل، لأن الكتب الجديدة الموجودة في الرفوف أو المطابع ليست لها قيمة إلا عندما يأخدها الإنسان ويقرأها ويكتشفها. وأضاف أن الكتب المستعملة في الحقيقة من حيث القيمة نأخد منها مقدمة عن الكتب الجديدة التي لم يلتفت إليها أحد.
عندما نتحدث عن الأشياء لا نبحث عن النجاح بل نبحث عن القيمة وهذا ما عبر عنه العالم اينشتاين .
ورأى الصافي أنه يجب أن يأخذ هذا المعرض حقه في الإعلام لأهميته ودوره الكبير في نشر المعرفة.
وعن تسمية هذا اللقاء الإعلامي والمعرفي باللقاء المفتوح قال مسير اللقاء إننا نريد من خلال ذلك أن نفتح دردشة حول كتاب حديث الإصدار للمفكر والناقد السينمائي حسن نرايس، برفقته الكوش الأستاذ راغب أمين المتمرس في التنمية الذاتية وفي التطوير الذاتي.
انطلاقا من شعار اللقاء “بناء الحضارة من القراءة الى الإقراء”،
تحدث الإعلامي والناقد السينمائي حسن نرايس عن أهمية القراءة والكتب في حياة الفرد، وكيف يمكن ان تكون مصدرا للقوة والمعرفة، مؤكدا على ان القراءة متعة وتواصل، و تفتح آفاقا جديدة تساعد على تطوير الشخصية، ومعتبرا القراءة أساسا لبناء المعرفة والفكر وأداة تساعد في تطوير الفرد والمجتمع. كما تتيح الإستفادة من تجارب الآخرين وتضيف أشياء جديدة إلى الإنسان من شأنها أن تمكنه من بناء مجتمع أكثر وعيا وثقافة.
كما أشار إلى أن شعار اللقاء “بناء الحضارة من القراءة إلى الإقراء” يعكس رؤية سامية حول دور القراءة في بناء المجتمعات وتقدمها، آملا ان يكون هذا المعرض خطوة نحو تعزيز ثقافة القراءة والإقراء في المجتمع.

بعد انتهاء نرايس من إلقاء مداخلته، اعطيت الكلمة من جديد للمسير الدكتور نبيل الصافي الذي أدار اللقاء باحترافية ليتحدث عن حسن نرايس الأمازيغي، الإعلامي، والناقد السينمائي والكاتب الموهوب المبدع في كتابة صفحات عديدة بينما يواجه الآخرون صعوبة في الكتابة.
يمكن القول – يواصل الصافي – إن الإبداع يأتي من القدرة على التعبير عن الأفكار والمشاهد بطرق فريدة ومبتكرة، خاصة وأن بناء الحضارات يبدأ بالقراءة؛ وهذا يعني ان القراءة هي أساس بناء المعرفة والفكر، مما يمكن أن يؤدي إلى إبداعات جديدة ومبتكرة.
وأكد نبيل الصافي على أن هذا اللقاء المفتوح منفتح على كتاب “الحي المحمدي وجوه وأمكنة” للمفكر والناقد السينمائي حسن نرايس.
تناول حسن نرايس مجددا الكلمة ليتحدث عن قصة اسرته المليئة بالتنوع الثقافي، مشيرا إلى هجرة أبيه المرحوم مبارك نرايس الأخصاصي وأمه فاطمة بنجدي الأخصاصية اللذين استقرا في الحي المحمدي وبالضبط في درب مولاي الشريف.
وعن الحي المحمدي، قال نرايس إنه كان مكانا يجمع بين مختلف الأصول والثقافات المغربية، وملتقى جلب الناس من مختلف المدن والمناطق. وكان ذلك مصدر إثراء وثراء بالنسبة إلى التجربة الإنسانية.
تحدث عن تجربته التعليمية والتربوية في الحي المحمدي الذي تعلم فيه الكثير ليس فقط من خلال الدراسة الرسمية، بل أيضا من خلال التفاعل مع المجتمع المحيط به. وهكذا كان الحي المحمدي بمثابة مدرسة حقيقية تستمد تعاليمها من تجارب الحياة اليومية ومن التفاعل مع الناس، وهي تجارب غنية بالدروس والمعاني العميقة.
كما تحدث عن تجربة طفولته الجميلة في الحي المحمدي حيث كانت اللقاءات والعلاقات بين الناس مبنية على الإنتماءات الإقليمية والمهنية.
من خلال استخدامه الألقاب التي تعكس أصول العائلة أو مهنة الأب يظهر كيف كانت الهوية والإنتماءات المحلية تلعب دورا مهما في التفاعل اليومي. هذا النوع من التفاعل يمكن ان يعزز الشعور بالانتماء المجتمعي والتنوع الثقافي. يبدو الحي المحمدي أنه كان فعلا مدرسة حقيقية لتعلم الحياة والثقافة المغربية.
كما تحدث حسن الرايس عن تجربة جميلة ومثيرة تتمحور حول الحلقة او ما يسمى بالحلقات او التجمعات التي كانت تجمع بين أسره المغربيه من مختلف المناطق. بفضل هذه التجمعات أدرك نرايس أن العمل الجماعي يمكن ان يبدع فنا، ويرسخ قيمة العمل الجماعي ويكرس أهمية العلاقات الانسانية بين الناس.
وفي درب مولاي الشريف، اكتسب حسن نرايس فهما أعمق للتنوع الثقافي والطقوس والعادات في مختلف مناطق المغرب. كان لهذه التجارب تاثير كبير في بناء الشخصية وتعزيز الروابط الاجتماعية.،بعيدا عن تأثير الصراعات على التواصل والمزاج. ذلك أن الصراعات يمكن أن تؤدي إلى تدهور التواصل وتسبب ضغوطات نفسية كبيرة. عندما يبدأ التواصل بالتراجع قد تظهر مشاكل نفسية كالقلق والإكتئاب والتوتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى